قال أحد الحكماء: ضع ثقتك في من يرى فيك حزنك قبل ابتسامتك، وحسن النية قبل فعلك، وطيبتك قبل غضبك، وقوتك قبل ضعفك، وصمتك قبل نطقك.
فعلاً لقد دعت ضرورة المعاشرة وتنمية التعايش، أن نعيش وسط جماعة فسيفسائية التكوين، متعددة الأصناف، مختلفة الأشكال، متكاملة الأدوار.
وفي هذا وذاك سر تحقيق الأحسن وإنجاز الأفضل.
بالجماعة يسهل كل صعب، ويندحر المستحيل أمام الممكن.
واللبيب من يغتني من محيطه من الجماعة من يُرتاح له ويطمئن إليه يقاسمه فيض المخاطر ويشاركه التمظهر والتجوي.
وخير هؤلاء هو من يرى فيك حزنك قبل ابتسامتك، وطيبتك قبل غضبك.
فطوبى لمن كان فيه نبل الأخلاق، كريم الشيم، تتجسد فيه روح الإنسانية.
يشعر قبل أن يحس، ويستبطن الأمور قبل تشخيصها.
نسألك اللهم من يفهمنا، ويتجاوز أخطاءنا، ويحسن الظن بنا، ويضع في الاعتبار بشريتنا، ذلك هو الرجاء.
الأحد 13 أكتوبر 2024
بقلم : ذ. عبد الحميد بناني