تحول مفاجئ في الحرب السورية: نظام الأسد على شفا الانهيار

بعد أكثر من 13 عامًا من اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، يبدو أن قبضة الرئيس بشار الأسد على السلطة قد بدأت تتزعزع بشكل غير مسبوق. فقد شهدت الأيام الأخيرة تطورات دراماتيكية على الأرض، حيث تمكنت قوات المعارضة من إحراز تقدم سريع وغير متوقع في عدة مناطق استراتيجية.

سقطت مدن رئيسية في شمال سوريا، بما فيها حلب وحماة، بأيدي مقاتلي المعارضة خلال أيام قليلة فقط. وأعلن الثوار أنهم باتوا يحاصرون العاصمة دمشق، معقل نظام الأسد منذ توليه السلطة عام 2000 خلفًا لوالده.

ويأتي هذا التقدم المفاجئ للمعارضة في وقت يواجه فيه الأسد تحديات كبيرة على الصعيد الإقليمي والدولي. فحليفه اللبناني حزب الله يعاني من ضربات إسرائيلية موجعة، بينما تنشغل روسيا، الداعم الرئيسي للنظام السوري، بحربها في أوكرانيا.

وفي مؤشر إضافي على عزلة الأسد المتزايدة، أبدت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية استعدادها للحوار مع خصومها من الفصائل المدعومة من تركيا. كما رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتقدم المعارضة، فيما عززت إسرائيل قواتها في الجولان المحتل.

ويرى الخبراء أن الوضع الحالي هو الأخطر الذي يواجهه نظام الأسد منذ صيف 2012. فقد أشار جوشوا لانديس من مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما الأمريكية إلى أن “الأمور تنهار بسرعة كبيرة”، مضيفًا أن سقوط مدينة حمص الاستراتيجية سيقطع اتصال دمشق بقاعدة دعم الأسد في المناطق الساحلية ذات الأغلبية العلوية.

ومع ذلك، يحذر المراقبون من التسرع في إعلان سقوط نظام الأسد، مشيرين إلى أن التوقعات السابقة بنهاية حكمه لم تتحقق. فقد تمكن الرئيس السوري من الصمود طوال سنوات الحرب رغم العزلة الدبلوماسية والعقوبات الدولية، معتمدًا على دعم إيران وروسيا.

إلا أن الوضع الحالي يبدو مختلفًا، إذ تشير التقارير إلى أن الجيش السوري بات ضعيفًا بشكل كبير في غياب الدعم الخارجي. وقد اعترفت السفارة الروسية نفسها بـ”الوضع العسكري والسياسي الصعب” في سوريا.

ويرى المحللون أن مصير نظام الأسد يعتمد الآن بشكل كبير على موقف حلفائه الإقليميين، وخاصة إيران وروسيا. فإذا قرر هؤلاء الحلفاء أنهم يستطيعون تحقيق مصالحهم في المنطقة دون الأسد، فقد تكون أيامه في السلطة معدودة بالفعل.

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن المشهد السوري على وشك تغيير جذري قد ينهي حكم عائلة الأسد الممتد لأكثر من نصف قرن، مع ما يحمله ذلك من تداعيات إقليمية ودولية خطيرة.

عن موقع: فاس نيوز