استشهاد صحافي فلسطيني وإصابة تسعة آخرين في غارة إسرائيلية على غزة

أعلنت سلطات حركة “حماس” في قطاع غزة، يوم الإثنين، استشهاد الصحافي الفلسطيني حلمي الفقاوي، وإصابة تسعة صحافيين آخرين، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدينة خان يونس جنوب القطاع. ووقعت الغارة في محيط مستشفى ناصر، حيث كانت مجموعة من الصحافيين تتمركز داخل خيمة صحافية.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود البصل، إن الغارة أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، من دون تحديد هويتهما، فيما أُصيب الصحافي حسن الأصلي وثمانية من زملائه بجروح متفاوتة.

من جهتها، زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها استهدفت “إرهابياً شارك في مجزرة 7 أكتوبر”، وادعت أن الصحافي حسن عبد الفتاح محمد الأصلي كان “يتخفى بصفة صحافي ويترأس وكالة أنباء”، مضيفة أنه “وثّق عمليات القتل والنهب والحرق ونشرها على شبكات التواصل أثناء الهجوم”.

ولم توضح السلطات الإسرائيلية ما إذا كان الأصلي قد قُتل أو أصيب خلال الغارة.

وأدانت وزارة الخارجية التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله هذا الهجوم، معتبرة أن استشهاد الفقاوي “جزء من سلسلة جرائم ممنهجة تستهدف الصحافيين بهدف إسكات الصوت الفلسطيني ومحاولة لطمس الحقيقة”.

من جانبها، نددت منظمة “مراسلون بلا حدود” بالقصف الإسرائيلي، معتبرة أن استهداف “خيمة معروفة بأنها تأوي صحافيين قرب مستشفى ناصر” هو عمل غير مقبول، وأضافت في بيانها: “يجب أن يتوقف المجزرة المستمرة ضد الصحافة في غزة!”.

كما وصف “المركز الفلسطيني لحماية الصحافيين” الهجوم بأنه “جريمة حرب” نظراً لأنه استهداف متعمد للعاملين في مجال الإعلام.

وفي السياق ذاته، أعلن الدفاع المدني أن الغارات الإسرائيلية المستمرة عبر القطاع أسفرت عن مقتل 12 شخصاً على الأقل، بينهم سبعة سقطوا في ضربة استهدفت ثلاثة منازل في مدينة دير البلح وسط القطاع، وثلاثة آخرين استشهدوا جراء قصف استهدف مجموعة من المدنيين في مدينة غزة.

كما دمّرت قوات الاحتلال أكثر من عشر منازل في مدينة رفح، جنوب القطاع، في وقت تواصلت فيه القصف المدفعي في عدة مناطق.

وتأتي هذه التطورات الدامية في وقت يجري فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط تصاعد وتيرة الحرب بعد استئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة في 18 مارس، عقب شهرين من التهدئة.

وكانت الحرب قد اندلعت في 7 أكتوبر 2023، بعد هجوم مسلح نفذته حركة “حماس” داخل إسرائيل، أسفر عن مقتل 1,218 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق أرقام رسمية إسرائيلية. فيما لا يزال 58 من أصل 251 رهينة محتجزين في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 منهم قد توفوا.

وفي المقابل، أسفر الهجوم الإسرائيلي المتواصل على القطاع عن استشهاد ما لا يقل عن 50,752 فلسطينياً، غالبيتهم من المدنيين، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. ومنذ انتهاء التهدئة، بلغ عدد الشهداء نحو 1,400 فلسطيني.

عن موقع: فاس نيوز