الصخيرات.. بين نقد المعارضة وممارسات (الابتزاز السياسي): تنمية مهددة بأدوات واهية

من مراسلاتكم

تشهد مدينة الصخيرات في السنوات الأخيرة دينامية سياسية ملحوظة، حيث يُعتبر دور المعارضة عنصراً محورياً في تعزيز المسار الديمقراطي، من خلال مراقبة أداء المجلس الجماعي والمساهمة في توجيه السياسات المحلية نحو تحقيق العدالة والتنمية المستدامة. غير أن هذا الدور قد ينحرف عن مساره حينما يُستغل في إطار الابتزاز السياسي، فتتحول المعارضة من قوة اقتراح وبناء إلى عائق حقيقي أمام عجلة التنمية.

فالمعارضة البناءة تقوم على النقد المسؤول وتقديم البدائل الواقعية لتطوير السياسات العمومية. لكنها، للأسف، أصبحت في بعض الحالات أداة للتشويش والعرقلة، حيث تلجأ بعض الأطراف إلى افتعال الأزمات وخلق أجواء من التوتر السياسي لفرض ضغوطات أو تحقيق مصالح ذاتية، دون مراعاة المصلحة العامة.

وتكمن خطورة هذا النهج في توظيف الملفات الاجتماعية والاقتصادية كوسائل للضغط، ما يؤدي إلى عرقلة المشاريع التنموية وتأخير إنجاز المبادرات التي تهم الساكنة. بل إن بعض الجهات تسعى إلى تضليل الرأي العام المحلي، من خلال بث معلومات غير دقيقة أو الترويج لصراعات جانبية تهدف إلى التشويش على مجهودات التنمية.

إن الخلافات السياسية المصطنعة، ورفض أي مبادرة صادرة عن الأغلبية دون تقييم موضوعي، يؤديان إلى تعطيل مشاريع حيوية تمس حياة المواطن بشكل مباشر، وتقلص فرص الاستثمار وإحداث مناصب الشغل.

المعارضة الحقيقية ينبغي أن تكون فاعلة ومسؤولة، تقدم تصورات بديلة واقتراحات عملية، وتُسهم في بناء نقاش سياسي جاد يخدم المصلحة العامة. وما تحتاجه الصخيرات اليوم هو معارضة واعية تُعلي من شأن التنمية وتضع الوطن فوق كل اعتبار.

في الختام، تبقى المعارضة جزءاً لا يتجزأ من البناء الديمقراطي، لكنها تفقد قيمتها حينما تُوظف كأداة للعرقلة بدل أن تكون محفزاً للتغيير والإصلاح. ومن هذا المنطلق، تقع المسؤولية على عاتق جميع الفاعلين السياسيين لتغليب المصلحة العامة، والارتقاء بالعمل السياسي إلى ما ينتظره المواطن: حلول واقعية تنعكس إيجاباً على حياته اليومية.