مسعد بولس يقود مبادرة أمريكية جديدة لحل قضية الصحراء المغربية

مسعد بولس يقود مبادرة أمريكية جديدة لحل قضية الصحراء المغربية

في خطوة دبلوماسية بارزة، كشفت مصادر شبه مؤكدة عن تعيين رجل الأعمال اللبناني-الأمريكي مسعد بولس، مستشارًا رفيعًا للرئيس دونالد ترامب للشؤون العربية والأفريقية، مع مهمة حساسة تتعلق بقضية الصحراء المغربية.

و وفقًا للمعلومات المتداولة، يستعد بولس لزيارة الجزائر والمغرب بهدف تقريب وجهات النظر بين الطرفين، في محاولة لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع المستمر منذ عقود.

مسعد بولس، الذي عُين في ديسمبر 2024 مستشارًا للشؤون العربية والشرق الأوسط، وفي أبريل 2025 مستشارًا للشؤون الأفريقية، يُعتبر شخصية بارزة في الأوساط السياسية والاقتصادية، وصفه ترامب بأنه “قائد محترم في عالم الأعمال” يحظى بدعم واسع لتعزيز السلام في المنطقة، يأتي اختياره لهذه المهمة في سياق سعي إدارة ترامب لتعزيز نفوذها في شمال إفريقيا، حيث تُعد قضية الصحراء المغربية واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا.

وفقًا للمعلومات شبه المؤكدة، من المقرر أن يزور بولس كلاً من الجزائر والمغرب في الأيام القادمة لإجراء محادثات مباشرة مع المسؤولين في البلدين، الهدف الرئيسي لهذه الزيارة هو تسريع الحوار حول قضية الصحراء المغربية، التي تُعتبر نقطة خلاف مركزية بين الرباط والجزائر.

و تشير المصادر إلى أن بولس سيعمل على تقريب المواقف بين الطرفين، مع التركيز على إيجاد حلول عملية تتعلق بوضع اللاجئين في مخيمات تندوف بالجزائر.

أكدت المصادر أن الولايات المتحدة، بقيادة ترامب، ستواصل التزامها بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي تبنته الإدارة الأمريكية منذ ديسمبر 2020، وقد أشار بولس، في تصريح منسوب إليه، إلى أن أمريكا تبحث عن حلول إنسانية لأزمة اللاجئين في تندوف، مع التأكيد على أن الجزائر تتحمل جزءًا كبيرًا من مسؤولية استمرار النزاع، هذا التصريح، إن صح، يعكس نهجًا أمريكيًا جديدًا يركز على معالجة جذور المشكلة بشكل مباشر.

و تشير المعلومات إلى أن الإدارة الأمريكية قد تكون في صدد إعادة تقييم دور المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، الذي يقود جهود الوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ 2021، ويُعتقد أن واشنطن، من خلال مبادرة بولس، تسعى إلى تجاوز العملية الأممية التقليدية والتوجه مباشرة إلى الأطراف الرئيسية، وخاصة الجزائر، التي تُعتبر داعمًا رئيسيًا للبوليساريو. هذه الخطوة، إن تأكدت، قد تُحدث تغييرًا جذريًا في ديناميكيات النزاع.

و تأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه العلاقات بين المغرب والجزائر توترًا متصاعدًا، خاصة بعد قرار فرنسا في 2024 دعم موقف المغرب، مما أثار استياء الجزائر، كما أن استمرار الأزمة الإنسانية في مخيمات تندوف يُعد نقطة ضغط دولية، حيث يعيش عشرات الآلاف من اللاجئين في ظروف صعبة. ومع تزايد الدعم الدولي لموقف المغرب، تواجه الجزائر ضغوطًا متزايدة لإعادة النظر في استراتيجيتها.

المصدر : فاس نيوز ميديا