الأمن والسلامة في مونديال 2030 : استراتيجيات المغرب لضمان تجربة آمنة للمشجعين

في إطار الاستعدادات المكثفة لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2030، الذي سينظم بشراكة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، تضع المملكة المغربية ملف الأمن والسلامة في صلب أولوياتها لضمان تنظيم محكم وتجربة آمنة للمشجعين القادمين من مختلف بقاع العالم.

وقد أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني عن إطلاق خطة أمنية شاملة تروم تعزيز البنية التحتية الأمنية وتكوين الموارد البشرية، من خلال رفع عدد عناصر الأمن، وتنظيم دورات تدريبية متخصصة، وتطوير أنظمة مراقبة ذكية في الملاعب والمناطق الحساسة، فضلًا عن إعداد خطط تدخل طارئة لمواجهة أي تهديدات محتملة.

تعاون دولي واستثمار في التجربة الأمنية

وفي سياق تعزيز التعاون الدولي، أجرى المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، زيارات عمل إلى عدد من الدول الأوروبية، من بينها ألمانيا وإسبانيا، لتبادل التجارب في مجال تأمين التظاهرات الرياضية الكبرى. وأكدت تقارير إعلامية أن هذه اللقاءات تناولت سبل تنسيق الجهود الاستخباراتية وتبادل المعلومات لضمان فعالية التأمين المشترك بين الدول المضيفة.

من جهتها، أشادت تقارير مثل تلك الصادرة عن “Morocco World News” و**”Atalayar”** باستعدادات المغرب، معتبرة أن التزام المملكة بالمعايير الدولية يعكس وعيًا بأهمية الأمن في نجاح التظاهرات العالمية.

قانون جديد لتأمين الأحداث الكبرى

وبالتوازي مع التدابير الأمنية، تعمل وزارة العدل المغربية على إعداد مشروع قانون جديد يخص إدارة الحوادث الجنائية المرتبطة بالتظاهرات الرياضية الدولية، من بينها كأس العالم 2030. ويهدف هذا المشروع إلى ملاءمة الترسانة القانونية الوطنية مع خصوصية هذه الفعاليات، وتسهيل عملية ضبط المخالفات والتعامل مع الطوارئ بشكل قانوني سريع وفعال.

بنية تحتية أمنية متطورة

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أُعلن عن تكليف شركة SEPSI المغربية بالإشراف على أمن ملعب الحسن الثاني الجديد بمدينة الدار البيضاء، الذي يُرتقب أن يستوعب نحو 115 ألف متفرج، ليكون من بين أكبر الملاعب في العالم. وسيتوفر هذا الصرح الرياضي على أنظمة مراقبة متقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعرف على الوجوه.

رؤية مغربية لأمن شامل وإنساني

وتعليقًا على هذه الاستعدادات، قال الخبير الأمني د. سعيد العمراني إن “المغرب يدرك تمامًا أن نجاح مونديال 2030 لا يُقاس فقط بالبنية الرياضية، بل بالقدرة على تأمين محيط رياضي آمن وإنساني”، مشيرًا إلى أن “الخطة الأمنية المغربية تعتمد مقاربة استباقية ترتكز على التكنولوجيا والتكوين والانفتاح على الشراكات الدولية”.

بفضل هذه الاستراتيجية المتكاملة، يسعى المغرب إلى تقديم نموذج يُحتذى به في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، حيث لا تقتصر الجاهزية على الجانب اللوجستي فقط، بل تشمل كذلك الالتزام التام بأعلى معايير الأمن والسلامة، لضمان تجربة فريدة وآمنة لملايين المشجعين المرتقبين.

المصدر : فاس نيوز ميديا