تُواجه جماعة سيدي يحيى بني زروال، التابعة لدائرة غفساي بإقليم تاونات، أوضاعًا تنموية صعبة في ظل ما تصفه مصادر محلية بـ”تهميش مزمن” طال مختلف القطاعات الحيوية، في غياب تدخلات ملموسة من الجهات المعنية.
و أفاد عدد من سكان الجماعة في تصريحات متطابقة، أن البنية التحتية بالمنطقة تعاني من تدهور كبير، خاصة على مستوى الطرق والمسالك، التي قالوا إنها “غير صالحة للاستعمال في معظم الفصول”، ما يزيد من عزلة الدواوير ويفاقم معاناة السكان في التنقل، لا سيما في الحالات الصحية المستعجلة.
و أوضح متحدثون محليون أن الجماعة تفتقر إلى مركز صحي مجهز، وأن أقرب نقطة علاج مؤهلة توجد على بعد كيلومترات، وهو ما يدفع المرضى، خصوصًا النساء الحوامل وكبار السن، إلى التنقل نحو غفساي أو تاونات في ظروف صعبة، ما يهدد سلامتهم الصحية.
في السياق ذاته، أكد فاعلون جمعويون بالمنطقة أن شباب الجماعة “محكوم عليهم بالفراغ”، في ظل غياب أي مرافق رياضية أو ثقافية، وهو ما اعتبروه عاملاً يزيد من مظاهر الإحباط ويدفع بالكثيرين إلى الهجرة نحو المدن أو الوقوع في براثن البطالة والعزلة الاجتماعية.
و أعربت المصادر ذاتها عن استغرابها من “الغياب التام للتواصل من طرف رئاسة الجماعة”، مشيرة إلى أن “الرئيس لم يسبق له أن عقد لقاءات تواصلية مع الساكنة، أو أعلن عن برنامج تنموي واضح المعالم”، وهو ما يطرح، حسب تعبيرهم، تساؤلات حول دور المسؤول المحلي ومدى التزامه بتطلعات المواطنين.
و شدّد المتحدثون على أن مطالبهم “ليست تعجيزية”، بل تتعلق فقط بتوفير شروط الحد الأدنى من العيش الكريم، كما يكفله الدستور المغربي، وتشمل هذه المطالب تعبيد الطرق، تجهيز مركز صحي، توفير مرافق شبابية، وضمان تواصل فعال بين المجلس الجماعي والمواطنين.
و في ظل استمرار هذا الوضع، تأمل الساكنة أن تلتفت السلطات الإقليمية والجهوية إلى أوضاع جماعتهم، وأن تضع حدًا لسنوات من التهميش والإقصاء، من خلال مخططات تنموية مندمجة تعيد الاعتبار للمنطقة وساكنتها.
المصدر : فاس نيوز ميديا