بعد 20 سنة من المبادرة الوطنية.. تازة تحصي المنجزات وتواجه نواقص في التوزيع والفعالية
بعد 20 سنة من المبادرة الوطنية.. تازة تحصي المنجزات وتواجه نواقص في التوزيع والفعالية

بعد 20 سنة من المبادرة الوطنية.. تازة تحصي المنجزات وتواجه نواقص في التوزيع والفعالية

تم على مستوى عمالة إقليم تازة، منذ انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005، إنجاز أزيد من 1950 مشروعًا تنمويًا بغلاف مالي إجمالي تجاوز مليارًا و350 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بأكثر من مليار درهم، وفق معطيات رسمية تم تقديمها خلال لقاء نظم، مطلع الأسبوع الجاري، تخليدًا للذكرى العشرين لإطلاق المبادرة.

و حضر اللقاء عامل إقليم تازة، مصطفى المعزة، إلى جانب عدد من المنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية، وممثلي السلطات المحلية والفاعلين الجمعويين، حيث تم تقديم حصيلة ثلاث مراحل من المبادرة، مع عرض أفلام وثائقية وشهادات ميدانية تجسد أثر المشاريع المنجزة على الفئات المستفيدة.

حصيلة على ثلاث مراحل

خلال المرحلة الأولى (2005-2010)، تم إنجاز 338 مشروعًا بكلفة 167 مليون درهم، شملت برامج محاربة الفقر بالوسط القروي (96 مشروعًا)، ومحاربة الإقصاء الحضري (23 مشروعًا)، والهشاشة (37 مشروعًا)، إضافة إلى 182 مشروعًا في إطار البرنامج الأفقي.

أما المرحلة الثانية (2010-2018)، فقد سجلت توسعًا في التغطية المجالية، بإنجاز 828 مشروعًا بغلاف إجمالي فاق 822 مليون درهم، همّت مجالات محاربة الفقر القروي (270 مشروعًا)، الإقصاء الحضري (128 مشروعًا)، الهشاشة (61 مشروعًا)، والبرنامج الأفقي (369 مشروعًا)، إضافة إلى مشاريع تأهيل ترابي ركزت على البنيات التحتية (الطرق، الماء، الكهرباء، التعليم والصحة).

وفي المرحلة الثالثة (2019-2024)، تم إنجاز 784 مشروعًا بغلاف مالي بلغ 365 مليون درهم، وركزت هذه المرحلة على تنمية الرأسمال البشري، والإدماج الاقتصادي للشباب، وتدارك الخصاص في البنيات الأساسية، عبر دعم النقل المدرسي، وتوسيع الداخليات، وإنجاز مشاريع لفائدة الأشخاص في وضعية هشاشة.

نواقص وتحديات رغم التقدم

ورغم هذه الحصيلة الإيجابية من حيث الكم والاستثمار، تُطرح في الميدان عدة تحديات تتعلق بفعالية واستدامة بعض المشاريع، خصوصًا في ما يخص صيانتها ومواكبتها بعد الإنجاز، وهو ما يثير تساؤلات محلية بشأن استمرارية الأثر الاجتماعي للمبادرات.

كما سجل متابعون تفاوتًا في التوزيع المجالي للمشاريع، حيث لم تستفد جميع الجماعات القروية بنفس المستوى، ما يدفع إلى المطالبة بتكريس عدالة ترابية أوضح في برمجة المشاريع مستقبلاً، خاصة في المناطق النائية التي لا تزال تعاني من خصاص في البنيات والخدمات الأساسية، رغم الجهود المبذولة.

فيما يخص إدماج الشباب، وعلى الرغم من إنجاز 330 مشروعًا لفائدتهم في المرحلة الثالثة، تظل فئة منهم تواجه تحديات في الوصول إلى سوق الشغل أو الاستفادة الفعلية من برامج المواكبة والتمويل، ما يبرز الحاجة إلى تعزيز مواكبة ما بعد التمويل، وربط المشاريع بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي.

دعوة لتقييم مرحلي وتعزيز التنسيق

في كلمته بالمناسبة، أكد عامل الإقليم مصطفى المعزة أن المبادرة شكلت رافعة حقيقية لتحسين ظروف العيش وتعزيز الإدماج الاجتماعي، داعيًا إلى جعل تخليد الذكرى العشرين محطة لتقييم المسار، ومواصلة الانخراط الجماعي في تنفيذ مشاريع ذات أثر مباشر ومستدام.

هذا وتستمر فعاليات الاحتفاء بالمبادرة في إقليم تازة إلى غاية 23 ماي، بتنظيم منتدى لحاملي المشاريع وشركاء التنمية، وتدشين مركز لتكوين وتأهيل المرأة في تاهلة، إلى جانب أنشطة رياضية وثقافية موجهة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية.

المصدر : فاس نيوز ميديا