أمريكا نصحت القدافي بالاستعانة بمخابرات المغرب للبقاء في السلطة

حسب وثائق اكتشفها الثوار بعد سقوط نظام العقيد في ليبيا:  

 

نشر الثوار الليبيون وثائق قالوا إنها ضبطت في مبنى الاستخبارات الليبية التابعة لنظام العقيد معمر القذافي، والتي كان يرأسها عبد الله السنوسي، وتضمنت الوثائق محاضر عن اجتماعات

بين مسؤولين ليبيين وشخصيات أمريكية بحثت سبل مساعدة العقيد على البقاء في السلطة قبيل أسابيع من سقوطه. ومن تلك الشخصيات الأمريكية السفير ديفيد وولش، مساعد وزيرة الخارجية سابقا، والنائب دينس كوسينيتش. وتظهر الوثائق -التي عثر عليها بمقر الاستخبارات الليبية الذي سيطر عليه الثوار- أن وولش وكوسينيتش قدما نصائح لنظام القذافي بشأن كيفية التقليل من العزلة الدولية وضربات الناتو التي كان يتعرض لها.
ومما تضمنته المحاضر، مقترحا لوولش يهدف إلى إضعاف الثوار بالاستعانة بوكالات استخبارات أجنبية، ويقول فيها «أي معلومات تتصل بالقاعدة أو أي منظمات إرهابية يتم العثور عليها ينبغي أن تسلم للإدارة الأمريكية عن طريق أجهزة استخبارات إسرائيل أو مصر أو المغرب أو الأردن، وأمريكا ستصغي إليهم والنتائج ستكون إيجابية (..) ومن الأفضل أن تظهر وكأن مصدرها مصالح الاستخبارات في هذه الدول».
وكشفت الوثائق أنه رغم الخطب التي ظل العقيد يهاجم فيها الولايات المتحدة، تكشف هذه الوثائق أن نظام القذافي ظل يحافظ على قنوات اتصال مباشرة مع مسؤولين نافذين في واشنطن حتى أسابيع قليلة قبيل سقوطه.
ووفق الوثائق، التقى وولش عددا من المسؤولين في نظام القذافي في فندق «فور سيزن» بالقاهرة، وخلال الاجتماع الذي عقد في 2 غشت الماضي يبدو أن وولش نصح مسؤولي القذافي بشأن كيفية نجاحهم في الدعاية ضد الثوار.
وتبرز الوثائق أيضا أن وولش نصح نظام القذافي باستخلاص العبر من حركة الاحتجاج في سوريا، قائلا إنها ستحرج الغرب وستظهر على أنها محاولات للاستجابة لمطالب الديمقراطية في العالم العربي.
ويركز المحضر كذلك على «أهمية الاستفادة من الوضع السوري، وبخاصة فيما يتعلق بسياسة المعايير المزدوجة المتبعة في واشنطن». ويضيف «السوريون لم يكونوا يوما أصدقاء لكم ولن تخسروا أي شيء باستغلال الوضع هناك لإحراج الغرب». ووفق ما يستنتج من الوثائق، التي عممتها قناة الجزيرة، اقترح وولش حلا قال إنه سيكون في الغالب مقبولا من قبل العديدين في الإدارة الأمريكية، وهو أن يتنحى القذافي جانبا دون أن يتخلى بالضرورة عن كامل سلطاته، وهو ما بدا متناقضا مع دعوات البيت الأبيض العلنية للقذافي بالتنحي. ووعد وولش في نهاية الاجتماع بأن يبلغ كل ما جرى للإدارة الأمريكية والكونغرس وشخصيات نافذة أخرى. لكن يبدو أن وولش لم يكن الشخصية الأمريكية الوحيدة التي كانت تساعد القذافي، ففي برقية مرسلة إلى سيف الإسلام القذافي، ويبدو أنها ملخص لحوار بين عضو الكونغرس كوسينيتش ووسيط من طرف ابن العقيد، تبرز الوثيقة طلبا من عضو الكونغرس «للحصول على معلومات يحتاجها للضغط على المشرعين الأمريكيين ليوقفوا دعمهم للمجلس الانتقالي ومن أجل وقف ضربات (الناتو)». ووفق الوثيقة فإن من بين ما طلبه كوسينيتش أدلة على وجود فساد داخل  المجلس الوطني الانتقالي وأي علاقة محتملة للثوار مع تنظيم القاعدة.