أقرّ الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله لأول مرة وصراحة بأن الحزب يتلقى من إيران السلاح والمال بما يغنيه عن مصادر أخرى، نافيا إرسال مقاتلين لمواجهة الاحتجاجات ضد النظام السوري الذي يواجه -حسبه- مؤامرة حيكت بين الغرب و"دول الاعتدال العربي" لإسقاطه.
وفي خطاب ألقاه أمس الثلاثاء عبر شاشة عملاقة أمام حشد من أنصار الحزب في الضاحية الجنوبية بمناسبة المولد النبوي الشريف، قال نصر الله "نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الإسلامية في إيران منذ العام 1982".
وأقر نصر الله بأنها أول مرة يكشف فيها بهذه الصراحة عن الموضوع، قائلا "هذه الحقيقة كانت في السابق تقال بشكل جزئي.. كنا نقول لدينا دعم معنوي وسياسي، وعندما نسأل عن الدعم المادي والعسكري نسكت حتى لا نحرج الجمهورية الإسلامية".
وقال "أغنانا الله من إيران عن أي فلس في العالم.. لسنا محتاجين"، مؤكدا أن هذا الدعم يغني الحزب عن أنشطة غير مشروعة تتهمها به الولايات المتحدة كتبييض عائدات تهريب المخدرات.
وأضاف نصر الله أن الدعم الذي تقدمه إيران بلا مقابل وبلا إملاءات، وهم هناك "يدفعون أثمانا باهظة لوقوفهم إلى جانب فلسطين ولبنان".
وتابع أن إيران إذا تعرضت لضربة عسكرية -وهو أمر استبعده- "فنحن نفكر وندرس ماذا نفعل"، نافيا أن يكون النظام الإيراني يحمل مشروع التشيّع.
احتجاجات سوريا
وفي خطابه شكر نصر الله أيضا لسوريا دورها في دعم حزبه، وقال إن هناك شريحة كبيرة من الناس وداخل الجيش ما زالت تؤيد النظام السوري، لذا فإن "افتراض أن هذا النظام معزول شعبيا غير صحيح"، نافيا إرسال مقاتلين إلى سوريا للمساعدة في مواجهة الاحتجاجات.
ويواجه نظام بشار الأسد منذ مارس/آذار 2011 احتجاجات قتل فيها أكثر من ستة آلاف مدني حسب المعارضة.
وحسب نصر الله، باتت المعارضة المسلحة تطغى على الاحتجاجات في سوريا، حيث هناك "قرار أميركي إسرائيلي غربي عربي على مستوى دول الاعتدال العربي بإسقاط النظام"، لأن المطلوب في سوريا هو "رأس المقاومة في لبنان وفلسطين".
وانتقد الأمين العام لحزب الله من يشترط من المعارضة السورية لحوار النظام، قائلا "من يحرص على سوريا لا يقول فات الأوان، بل يذهب إلى الحوار دون شروط، لا بشرط تنحي الرئيس".
وتحدث عن اتصالات أجرتها أطراف على علاقة بالمعارضة السورية مع حزبه، حيث أبلغوه بقولهم "لا تقلقوا من النظام البديل.. نتعهد لكم باستمرار دعم المقاومة ووصول السلاح إليها".