مثلث الموت بالريف يستغيث بزيارة جلالة الملك للمنطقة

مسيرات احتجاجية تطالب برفع التهميش والاقصاء و عامل الاقليم يستعين بعصا الوعد و الوعيد

موفد فاس نيوز :عبد الله مشواحي الريفي 

شهدت الجماعة القروية لأجدير التابعة لنفوذ عمالة إقليم تازة، و المعروفة بمهد المقاومة الريفية و بمثلث الموت الذي طرد الاستعمار الفرنسي من المملكة ، يوم الإثنين 16 أبريل الجاري، إضرابا عاما  صاحبه إغلاق جميع المحلات التجارية باستثناء الصيدلية ،وتنيظم وقفة احتجاجية حاشدة أمام مقر القيادة، وردد المحتجون شعارات تطالب بفك العزلة عن المنطقة ورفع كل أشكال التهميش والإقصاء عنها.

وباحت حناجر حوالي 1000 مواطن ينحدرون من مختلف الدواوير التابعة للجماعة والتي تبعد عن مدينة تازة بحوالي 76 كلم وهي منطقة متاخمة لجبال الريف وإقليم الحسيمة، للمطالبة بتعبيد الطريق الثانوية رقم 510 والتي تربط بين أكنول وأجدير والتي تتوقف بها حركة السير بشكل نهائي أثناء تهاطل الأمطار، حيث أن هذه الطريق أصبحت غير صالحة لحركة السير بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقتها من جراء التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الحالة المزرية التي يعيشها المستوصف الوحيد بالمنطقة والذي يستقبل الآلاف من المرضى، ويعاني من خصاص مهول في التجهيزات الطبية والموارد البشرية الكافية لتلبية حاجيات الساكنة، فضلا عن البناية المتهالكة لهذه المؤسسة الصحية.

كما طالبت الساكنة خلال الوقفة التي عرفت مشاركة الجمعيات المحلية وجمعية المعطلين ومنخرطي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بتشييد ثانوية تأهيلية لإحتضان تلاميذ المنطقة التي تعرف ارتفاعا مهولا في نسبة الهدر المدرسي والانقطاع المبكر عن الدراسة بسبب بعد مسافة المؤسسات التعليمية عن الدواوير، إضافة إلى توفير البنية التحتية من قنوات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب وتعبيد الشوارع والطرقات بمركز أجدير.

وخلال تنظيمهم للوقفة الاحتجاجية، حضر قائد المنطقة، حيث طالب من المحتجين بتشكيل لجنة من أجل فتح حوار حول مطالبهم مع عامل الإقليم، وبعد تشكيل اللجنة من 5 أشخاص يمثلون مختلف الدواوير، رافقهم القائد إلى مقر عمالة تازة، حيث عقدوا جلسة حوار مع العامل دون أن يسفر عن أية نتيجة ملموسة حول مطالب السكان، على حد تعبير مصدر حضر الإجتماع، ولهذا قرر السكان التصعيد من أشكالهم الإحتجاجية مستقبلا، خاصة بعدما لمسوا تماطل عامل الإقليم مع مطالبهم، وتعامله معهم بلغة التهديد والوعيد، مما خلق نوع من التذمر والإستياء العارم في أوساطهم بعد هذا اللقاء الذي اعتبروه محاولة من السلطات الإقليمية إحتواء الوضع وامتصاص غضب الساكنة.

ويشار إلى أن المندوب الإقليمي لوزارة التجهيز والنقل، سبق له أن عقد لقاءا مع ممثلي السكان حول مشاكل المسالك الطرقية، وخاصة الطريق الإقليمية رقم 510 المقطوعة عند النقطة الكيلومترية المتواجدة بدوار “اهرشلين”، حيث وعدهم بإصلاح المقاطع المتضررة، لكن وعوده بقيت مجرد حبر على ورق دون أن تنفذ على أرض الواقع.

وسبق للساكنة، أن نظمت مسيرات احتجاجية، في وقت سابق، منددة بالأوضاع التي تعيشها المنطقة التي تعاني من التهميش والإقصاء، وكأن السلطات تتعامل معهم بمنطق العقاب الجماعي، وتعيش ساكنة على الفلاحية المعيشية ومداخيل ذويهم المقيمين بالخارج، لكن غياب البنيات التحتية وتدهور الشبكة الطرقية يزيد من صعوبة ظروف معيشتهم.