عرفت محطة القطار بمدينة فاس، يوميا، خلال هذه الفترة توافد أفواج الراغبين في قضاء ما تبقى من العطلة الصيفية بالمدن الشاطئية، ولم يتمكن الكثير منهم من الحصول على مقعد في القطارات الرابطة بين فاس وطنجة، وبين فاس والدارالبيضاء. وعاينت “المغربية”، خلال الأسبوع الماضي، طوابير طويلة من المسافرين أمام شبابيك التذاكر بمحطة القطار بفاس، وأخبروا من طرف إدارة المحطة بضرورة تأجيل سفرهم عبر القطار إلى مواعيد لاحقة بحكم أن القطارات المتوجهة خصوصا نحو الشمال فاقت بها نسبة الملء مائة في المائة، ما اضطر الكثير من المسافرين إلى تأجيل مواعد سفرهم أو إلغائه، كما هو الحال بالنسبة لأمين، الذي كان يستعد لزيارة مدينة طنجة، قبل أن يضطر للعدول عن السفر لتخوفه من السفر واقفا عبر القطار، بحكم أنه يعاني وعكة في رجله، وأخبر أمين بأن أغلب القطارات تنطلق مكتظة بالمسافرين، رغم أن المكتب الوطني للسكك الحديدية عزز خطوط النقل، ببرمجة رحلات إضافية تربط بين فاس وبقية الوجهات السياحية.
وعرفت محطة نقل المسافرين عبر الحافلات بفاس بدورها إقبالا كبيرا من طرف الراغبين في زيارة المدن الشاطئية، إذ لم يتسن للكثير من المسافرين “الظفر” بمقعد عبر الحافلة، حتى أن منهم من أجل موعد سفره، كما هو الشأن للذين اختاروا السفر عبر خطوط شركة النقل “ستيام” التي كان لزاما، طيلة الأسبوع الماضي، على زبنائها انتظار يوم واحد على الأقل قبل أن يتسنى لهم الحصول على مقعد بخطوطها، التي تربط مدينة فاس بمدن الشمال ومدينة أكادير، علما أن رخصا استثنائية منحت لعدد من الحافلات لتأمين نقل المسافرين إلى الوجهات التي ارتفع الإقبال عليها خلال هذه الفترة.
واضطر عدد من سكان فاس إلى قطع عطلتهم الصيفية والعودة من حيث أتوا بعد أن تعذر عليهم الحصول على غرف شاغرة لقضاء عطلتهم هناك، خاصة بمدن طنجة وتطوان والفنيدق ومارتيل. ويحكي جواد، الذي سافر إلى تطوان لقضاء الأسبوع الماضي، كيف أنه لم يتمكن، رفقة عائلته، من العثور على منزل للكراء أو غرفة شاغرة بأحد الفنادق، مما اضطره إلى العودة في اليوم الموالي إلى فاس، بعد أن قضى ليلته الوحيدة بتطوان بإحدى حدائقها العمومية، وعلم أن الأوضاع نفسها تعيشها مدن مارتيل والفنيدق وطنجة التي وصل بها الطلب على السكن معدلات غير مسبوقة، وبأثمان خيالية، تتراوح بين ألف وألفين درهم لليلة الواحدة، وهو ما يفوق طاقته المادية.
ويرجع سبب الاضطرابات في قطاع نقل المسافرين من فاس نحو الوجهات السياحية الشاطئية إلى التوقيت الاستثنائي للعطلة الصيفية لهذه السنة، إذ اختار أغلب المواطنين السفر لقضاء ما تبقى من العطلة الصيفية، بعيدا عن أجواء مدينة فاس الحارة، بعد انقضاء شهر رمضان، أي خلال النصف الأخير من شهر غشت، ما جعل العطلة الصيفية الحالية استثنائية بكل المقاييس، وعلى جميع الأصعدة.