توصلت فاس نيوز عبر بريدها [email protected] بالمقال التالي :
قال الناشط النقابي والفاعل الجمعوي العصامي الطاهر أنسي*، في حوار أجريناه معه، في تقييمه للأوضاع التي هيمنت على المشهد السياسي والاقتصادي المغاربي أن ” توثر العلاقات التي حول مسار التنمية الاقتصادية للدول المغاربية لوجهات غير محددة استفاد منها الغرب بشكل أساسي، والحكومة الجزائرية تصدر الأزمة والمغرب بلد الانفتاح”.
س: بداية السيد الطاهر أنسي أنتم مناضلون في مؤسسات المجتمع المدني متخصصون في شؤون الصحراء المغربية وتدافعون عن قضايا الفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين، كيف تصف حال الساحة المدنية والنقابية بالمغرب مقارنة مع دول الجوار؟
ج: شكرا، الكل يعرف قوة الحركة المدنية بالمغرب، من حيث التأثير والتأثر مع قضايا المجتمع، غير أن رهانات التنمية تبقى حلما ضائعا في غياب المساواة أمام فعاليات المجتمع المدني، والسبب الرئيسي في ذلك هو تأسيس الممارسة السياسية بالمغرب لمنطق ريع سياسي، لكل حزب تنظيمات موازية يدعم تموقعها وتطورها على مستوى صناعة القرار، ونفس الشيء يقال على الفعل النقابي مع وجود فارق خوف بعض المواطنين من النقابات أكثر من الجمعيات، وهذا راجع لإرث قديم، والفرق بين المجتمع المدني بالمغرب وبالدول المجاورة هو كون المجتمع المدني المغربي شريكا، ولو بشكل نسبي وأحيانا شكلي، في تدبير الشأن العام، في المغرب يمكن للمجتمع المدني انتقاد سياسات وتقديم مقترحات بخصوص موضوعات معينة، وهذا صعب في بعض الدول المجاروة.
س: بالعودة للقضية الوطنية، ماذا يمكنك أن تقول حول هذا النزاع، خاصة وأن تطورات القضية على المستوى الدولي تعرف شبه جمود؟
ج: القضية الوطنية هي قضية وجود، ومقترح الحكم الذاتي إجابة إستراتيجية وحل سياسي للنزاع المفتعل، ولم أجد أي مبرر منطقي لأن تتحرك الجيوش وتنفق الأموال الطائلة في عدد من مناطق العالم باسم الدفاع عن حقوق الإنسان ويتم تجاهل الانتهاكات الجسيمة المرتبكة من طرف الجزائر ومليشيات البوليساريو في حق المغاربة الصحراويون المحتجزين وفي حق الشعب الجزائري الذي يعاني ويلات التخلف والهشاشة والتهميش، و يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية جسيمية من أجل إحقاق العدالة وتكريس القيم النبيلة لحقوق الإنسان، ووضع حد لأبشع انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني القائم بتنذوف.
س: بنظرك ماذا تريد الجزائر من افتعال هذا النزاع؟
ج: الجزائر سياسيا تعاني من أزمة الشرعية الدستورية والمؤسساتية، والصراع على السلطة خارج إطار الشرعية الشعبية يجعل العسكر الجزائري يختلق أزمات في محيطة ولعب دور ” الثعلب الماكر” لإحكام القبضة على حق المواطن الجزائري في الثروات الطبيعية وحقه في الشغل والتنمية، ولإيهام المنتظم الدولي بحقوق غير شرعية، ودعوته لتصفية الاستعمار، وهذه المسألة صحيحة لأن الجزائر تحتجز المغاربة الصحراويون وتسعى لتأسيس استعمار جديد، استعمار الصحراء المغربية، وهذا أمر لن يقبله شعب قطع أشواطا كبيرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقانونية، شعب مقبل على الجهوية المتقدمة.
س: ماذا تقول عن دور الجزائر في تفعيل مشروع الوحدة المغاربية؟
ج: الجزائر تخاف من الوحدة المغاربية لأنها ستكشف مأربها العسكرية التي تنخر اقتصاد الشعب الجزائري بدون وجه حق، وهي البلد الأكبر الذي تربطه حدود مع البلدان الأربعة الأخرى الأعضاء في الاتحاد، وتتجاهل المزايا الاقتصادية والاجتماعية للتوحد المغاربي،كوضعية ينتعش بها اقتصاد دول غربية مقابل عائدات تجعل مؤشر النمو يتراجع إلى مستويات غير مقبولة في قاموس الاقتصاد الدولي، فلا يعقل في وحدة جغرافية غنية بالموارد الطبيعية أن تفقد بشكل مجاني سنويا 2% من نسبة النمو.
س: ما رؤيتكم لوضع حد النزاع المفتعل بالصحراء؟
ج: الصحراء مغربية، وعلى الصحراويون المغاربة تشكيل رؤية صحيحة وموحدة، إما مغربي أو غير ذلك، وعلى المنتظم الدولى، خاصة الجمعية العامة للأمم المتحدة الحسم في تنفيذ مقرراتها ووضع حد لوضعيات “لا قانون” وعلى المغرب تكثيف عمله بالغرب لتصحيح تخاريف عملاء الجزائر.
*الطاهر أنسي: رجل أعمال بمدينة مراكش، رئيس المركز الوطني للتنمية والوحدة الترابية، رئيس النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين المنضوية في الاتحاد المغربي للشغل.