ألقت “فاطمة الزهراء المنصوري” كلمة الْيَوْم الأحد 22/10/2017 في افتتاح الدورة العادية 22 للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة.
وفي ما يلي النص الكاملة لكلمتها:
تحية أخوية لكافة عضوات و أعضاء المجلس الوطني، أرحب بكم و اثمن عاليا حضوركم و حرصكم على احترام الدورية التنظيمية لحزبنا.
تحية حارة لكل مناضلات و مناضلي حزبنا في عملهم اليومي و المستمر، و هم يترجمون إلى الواقع مشروع حزبنا، حزب الأصالة و المعاصرة، في الهيآت و المجالس المحلية و الجهوية و الوطنية.
لقد مارست مثل العديد منكم رئاسة المجلس الجماعي، و عشت جميع الحملات الانتخابية التي خاضها الحزب منذ تأسيسه، إن المهمة شاقة، وخبرت المسؤولية بأعبائها، لذلك فتقديري كبير كرئيسة للمجلس الوطني لكل اخواننا واخواتنا في مهامهم التمثيلية . العمل في الميدان ليس سهلا، لأن الانتظارات المشروعة للمواطنين في الشغل و الصحة و التعليم و السكن و العيش الكريم كثيرة، و الاستجابة لها تقتضي الموارد البشرية المناسبة و الوسائل المادية الكافية، و هو ما يفرض العمل الجاد و تحمل المسؤولية و الإبداع في التدبير.
أخواتي، إخواني، إن بلادنا تعيش مرحلة هامة و دقيقة، فشبابنا يعاني حالة إحباط و عطالة، و لديه تخوف جدي بخصوص مستقبله، كما أن مؤشرات الفقر و الإقصاء الاجتماعي و اختلالات الحياة العامة في تصاعد، و نسبة النمو لا تسمح بخلق مناصب الشغل الضرورية، تنافسية المقولات في تراجع، كما أن مقاولاتنا المتوسطة و الصغرى تواجه يوميا صعوبات متعددة في تمويلها و ضمان استمرارها.
و على الرغم من هذه الحالة و مؤشراتها السلبية، فإن أداء الحكومة يبقى ضعيفا، و غير منسجم، و النتيجة أن حصيلة العمل الحكومي غير مرضية، و لا تستجيب بشكل جدي و فعال لتحديات الواقع المغربي.
حصيلة تعتمد فقط على التدبير اليومي دون الرقي الى وضع استراتيجيات شاملة ومتكاملة ومندمجة.
أخواتي، إخواني، نؤمن في حزب الأصالة و المعاصرة بأن بلادنا، حققت خلال العقدين الأخيرين، مكتسبات سياسية و قانونية وفي الاوراش الكبرى ، إلا أن ما ينقص الفاعلين في العمل الحزبي هو بلورة مقاربة جديدة للسياسات العمومية.
مقاربة تستند إلى رؤية واضحة و شجاعة، تجعل المواطن أولوية في انشغالات كل المؤسسات.
هذه هي رؤية الحزب، كما فكر فيها و صاغها حزب الأصالة و المعاصرة، منذ مايقارب عشر سنوات .
حيث اجتمعت فعاليات و كفاءات سياسية من مختلف المشارب لتنخرط في مشروع قوي و طموح .
مشروع استطاع أن يعيد الثقة للمواطن في العمل السياسي و أن يعيد الاعتبار للتنافس الحزبي، بعد حالة العزوف الكبيرة التي عرفتها محطة انتخابات 2007،
حزب جعل جزءا عريضا من النخبة تتصالح مع السياسة من نساء و شباب و فاعلين حقوقيين و مدنيين و اقتصاديين، لقد جاء حزبنا لتطوير حياة المواطنين، مؤمنا بأن الديمقراطية تخلق التنمية،و بان الديمقراطية رهينة بنخبة مخلصة و شجاعة ونزيهة، مشروعنا في الحزب، كان و لازال، هو خدمة المصلحة العامة، لأن طموحنا هو مغرب يكون فيه الاستحقاق، و الاستحقاق وحده، سبيل النجاح.
مغرب يكون فيه للعدالة معنى،و تكافؤ الفرص حقيقة، مغرب منتج للخدمات و الثروات، يتمكن فيه الشباب من تأمين مستقبلهم، و تخدم فيه الإدارة المواطنين.
هذا هو مشروع حزب الأصالة و المعاصرة، مغرب عادل و منسجم و شفاف، فخور بقيمه و ماضيه التاريخي،و محترم للاختلاف و التنوع الذي يغني كياننا.
لقد كان الخطاب الملكي السامي لعيد العرش ، قويا و بليغا في تحديد أعطاب الممارسة السياسية، و هو ما يضعنا أمام مسؤولية تاريخية، تلزمنا بتقييم عملنا الحزبي و تطويره.
أخواتي، إخواني، منذ أشهر، عاش الحزب العديد من السجالات و التصريحات و القرارات و الانتقادات، و هو ما يبين السقف العالي لطموحنا، فنحن مهمومون،
و لو في اختلافنا، بمشروع حزبنا، لذلك فنحن واثقون بأننا سننجح في إيجاد حلول تسعنا جميعا ضمن هذا المشروع الضروري للتوازن في المشهد السياسي ببلادنا.
سننجح لأن الروح التي كانت وراء تاسيس الحزب نبيلة و سامية، لقد ربحنا معارك و خسرنا اخرى، صحيح، و هذا طبيعي في كل حركة سياسية، و لكننا خيبنا رهانات الكثيرين على زوالنا، كنا هنا منذ عشر سنوات و سنستمر.
أخواتي، إخواني، اليوم نجتمع لنناقش تفاعلاتنا و الإنصات لبعضنا البعض، نجتمع لنتفق على ما يطور عملنا، و المطلوب اليوم من كل الباميات و الباميين، هو النقاش الناضج و البعد عن التجريح و ردود الأفعال السلبية، كان مشروعنا دائما جميلا و إنسانيا، و يجب أن يبقى، نختلف و لكن خدمة لوحدة حزبنا.
أخواتي، إخواني، لقد كلفتنا الدورة السابقة للمجلس الوطني بمجموعة من المهام، و اليوم لي الشرف و الفخر أن أعلن أن رؤساء و أعضاء لجن المجلس الوطني قد اشتغلوا بجد و مسؤولية و تضحية وابداع واجتهاد فكري وتنظيمي طبقا لهذه التكليفات، وذلك بدعم من الأخ الأمين العام و الإخوة في المكتب السياسي و كافة مناضلات و مناضلي الحزب.
وفي هذا الاطار و بعد الخطاب الملكي السامي خلال افتتاح البرلمان اجتمعت سكرتارية المجلس الوطني . حيث ثمنت التوجيهات الملكية السامية وتم الاتفاق على تسريع وثيرة العمل في هياتنا الحزبية و على الاجتهاد في ابداع تصورات تنموية واقعية وفعالة .
أتقدم للجميع بالشكر.
و أحيي مرة أخرى، و بحرارة رؤساء و أعضاء اللجان و سكرتارية المجلس و إدارة الحزب على ما بدلوه من مجهودات في الإعداد لمحطة المجلس الوطني.
أخواتي، إخواني، تطرح أمامكم سكرتارية المجلس الوطني، اقتراحا لنقاط جدول الأعمال التي سيتم فيها التداول، و التي أعدت اعتمادا على مقاربة تشاركية و هذه النقط هي:
التقريرالسياسي من تقديم المكتب السياسي
تقرير اللجان الوظيفية للمجلس الوطني
تعديل مواد القانون الداخلي الخاصة بالمؤتمرات الجهوية للحزب
اخبار باستقالة السيد الامين العام الياس العماري
عن موقع : فاس نيوز ميديا