تحالف اليسار يتصدر الانتخابات التشريعية الفرنسية وأقصى اليمين يحل ثالثاً: استقالة رئيس الوزراء واحتفالات في باريس



في خطوة غير متوقعة، أعلن رئيس وزراء فرنسا، غابرييل أتال، أنه سيتقدم باستقالته صباح الاثنين، بعد أن أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة تصدر تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، يليه تحالف الرئيس ماكرون، بينما حل تحالف أقصى اليمين ثالثاً. هذه الانتخابات كانت دعت إليها الرئاسة الفرنسية بعد هزيمة تحالف ماكرون في انتخابات البرلمان الأوروبي، في محاولة لإعادة هيكلة المشهد السياسي في البلاد.

**نتائج الانتخابات:**
– **تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري:** 182 مقعداً.
– **تحالف الرئيس ماكرون “معاً”:** 168 مقعداً.
– **التجمع الوطني وحلفاؤه:** 143 مقعداً.
– **حزب “الجمهوريون المحافظون”:** 60 مقعداً.
– **أحزاب يسارية أخرى:** 13 مقعداً.
– **أحزاب أخرى:** 11 مقعداً.

أكد أتال أن نتائج الانتخابات تجنب فرنسا خطر الأغلبية المطلقة لأي من الطرفين المتطرفين، وهو ما كان يخشاه الكثيرون. الرئيس إيمانويل ماكرون أكد احترامه لاختيار الشعب الفرنسي، مشيراً إلى أنه سينتظر حتى تتضح الصورة الكاملة لنتائج الانتخابات البرلمانية قبل اتخاذ القرارات اللازمة.

**احتفالات وشغب في باريس:**
عمت الاحتفالات ساحة الجمهورية في باريس بعد صدور النتائج الأولية، حيث انطلقت الألعاب النارية واحتفل المؤيدون لليسار بتسلق تمثال “ماريان العاري” الذي يجسد مبادئ الجمهورية الثلاثة: الحرية والمساواة والأخوة. ومع ذلك، تخللت الاحتفالات بعض أعمال الشغب والعنف، حيث حطم البعض زجاج واجهة لإحدى محطات انتظار الحافلات، واضطرت شرطة مكافحة الشغب للتدخل في بعض الشوارع بعد إشعال النيران.

**ردود فعل دولية:**
– **بولندا:** أعرب رئيس الوزراء البولندي عن فرحه لهزيمة أقصى اليمين في فرنسا، معتبراً ذلك خبراً مفرحاً لوارسو وخيبة أمل لروسيا وارتياحاً لأوكرانيا.
– **ألمانيا:** أشار مسؤول في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني إلى تجنب الأسوأ بخسارة أقصى اليمين في الانتخابات الفرنسية.
– **إسبانيا:** رحب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز برفض فرنسا لأقصى اليمين والالتزام باليسار الاشتراكي.
– **البرازيل:** أشاد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بما وصفه بالانتصار ضد التطرف، مشيداً بنضج القوى السياسية في فرنسا.

**التحديات المقبلة:**
مع عدم تحقيق أي كتلة غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية، يلوح سيناريو “البرلمان المعلق” في الأفق، مما يعني حالة من عدم اليقين السياسي وإبطاء تنفيذ الإصلاحات. ويواجه الرئيس ماكرون تحديات كبيرة في تشكيل حكومة جديدة قادرة على إدارة البلاد بفعالية في ظل هذه النتائج المتقاربة.

هذه التطورات تسلط الضوء على التحولات الكبيرة في المشهد السياسي الفرنسي وتأثيراتها على مستقبل البلاد.