شهد الأسبوع الماضي تنظيم ورشة تطوعية لإعادة ترميم وتأهيل مسجد الدوار الكبير بمنطقة رأس الماء، بمبادرة من طلبة المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس وبدعم من جمعية “خبراء متطوعون من أجل التنمية”. جاءت هذه المبادرة لتبرز دور الشباب في تعزيز القيم الإنسانية وخدمة المجتمع، من خلال إعادة الحياة لمسجد عانى طويلاً من الإهمال.
صرّحت الأستاذة فاطمة الزهراء مدحت، عضوة الجمعية وأستاذة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، قائلة: “هذه المبادرة ليست مجرد ترميم بنيوي للمسجد، بل هي أيضاً درس عملي في المواطنة. نهدف إلى غرس قيم التضامن وحب الوطن في نفوس الطلبة، والعمل على تعزيز ارتباطهم بمجتمعهم. اختيار شهر رجب لتنفيذ هذه الورشة يحمل دلالة رمزية تعكس قيم الكرم والخير التي تميّز مجتمعنا المغربي”.
كما عبر إمام المسجد، عن امتنانه لهذه المبادرة قائلاً: “كان المسجد في حالة متدهورة لسنوات، وكاد أن يُنسى تماماً. بفضل جهود هؤلاء الشباب والجمعية، أصبح المسجد اليوم مكاناً يليق بالمصلين. تم توفير الزرابي، صبغ الجدران، وتحسين الإضاءة، مما أعاد للمكان رونقه واحترامه”.
من جهتها أكدت رئيسة جمعية طلبة المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس، على أهمية هذه المبادرة بقولها: “لم يكن الهدف فقط تحسين مظهر المسجد، بل أيضاً تعزيز الوعي المجتمعي لدى الطلبة. توفير الزرابي، صباغة الجدران، وتجهيز مرافق الوضوء، كان جزءاً من الجهود المبذولة لإعادة المسجد إلى أفضل حالاته”.
أما ياسين معلال، أحد خريجي المدرسة العليا للتكنولوجيا، فأشاد بتجربة المشاركة قائلاً: “كانت هذه المبادرة فرصة ثمينة للتعلم والتطوع. رؤية شباب متحمسين يعملون على تحقيق الخير أعطتنا أملاً كبيراً في استمرار روح التعاون والتضامن في مجتمعنا”.
هذه المبادرة هي نموذج حيّ لما يمكن أن يتحقق عندما تجتمع جهود الشباب والمؤسسات والجمعيات لخدمة المجتمع وإحياء روح التطوع.
المصدر : فاس نيوز