رحيل الأستاذ محمد بنعيسى.. أيقونة الدبلوماسية والثقافة بالمغرب

فقدت الساحة المغربية شخصية بارزة برحيل الأستاذ محمد بنعيسى، وزير الخارجية الأسبق ووزير الثقافة الأسبق، ومؤسس “موسم أصيلة الثقافي”، الذي استمر لأكثر من أربعة عقود، جامعًا نخبة من المفكرين والفنانين من مختلف أنحاء العالم.

انطلقت مسيرة بنعيسى الأكاديمية في مجال الصحافة بجامعة مينيسوتا الأمريكية، حيث أسس لنفسه قاعدة معرفية مكّنته لاحقًا من دخول عالم الإعلام عبر إدارته لجريدة تابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار. غير أن طموحه السياسي سرعان ما دفعه نحو مواقع المسؤولية الكبرى، فشغل منصب سفير المغرب لدى الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يتولى مسؤوليات وزارية مهمة في مجالي الدبلوماسية والثقافة خلال عهدي الملك الراحل الحسن الثاني وجلالة الملك محمد السادس.

ترك بنعيسى بصمة راسخة في المشهد الثقافي المغربي عبر تأسيسه لـ “موسم أصيلة الثقافي”، المشروع الذي انطلق مع الفنان الراحل محمد المليحي ليجعل من المدينة منصة عالمية للحوار الفكري والإبداع الفني. تميّز الموسم بجدارنياته التي تتجدد سنويًا داخل أزقة المدينة العتيقة، كما شكّل ملتقى يجمع رموز الفكر والسياسة لمناقشة قضايا معاصرة واستشراف آفاق المستقبل.

لم يكن الراحل مجرد مؤسس لهذا الحدث الثقافي، بل ظل حاضرًا في تفاصيله، متابعًا فعالياته عن كثب، ومحاورًا ضيوفه، ومؤكدًا على ضرورة تحويله إلى مؤسسة قائمة الذات لضمان استمراريته.

برحيل الأستاذ محمد بنعيسى، يفقد المغرب رجلًا نذر حياته للدبلوماسية والثقافة، وأسّس مشروعًا سيظل خالدًا في ذاكرة الأجيال القادمة.

وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدّم “جريدة فاس نيوز” بأحر التعازي إلى أسرة الفقيد ومحبيه، راجين من الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.

“إنا لله وإنا إليه راجعون.”

المصدر : فاس نيوز