تعاني مقابر مدينة فاس القديمة من اكتظاظ كبير، حيث أفادت مصادر محلية بأن أغلبها أصبح ممتلئًا، مما دفع بعض الأسر إلى مواجهة صعوبات في إيجاد أماكن لدفن ذويها، وسط ارتفاع ملحوظ في أسعار القبور التي تتراوح بين 1000 و1400 درهم، رغم أن المصالح الجماعية تؤكد أن التسعيرة الرسمية لا تتجاوز 500 درهم.
و اشتكى مواطنون، وفق ما نقلته مصادر متطابقة، من اضطرارهم لدفع مبالغ مرتفعة مقابل الحصول على قبر، خاصة في مقبرة بوجلود، في حين يلجأ البعض إلى دفن موتاهم في ممرات ضيقة داخل المقابر، بسبب انعدام المساحات المتاحة.
و في سياق ذي صلة، كان النائب البرلماني خالد العجلي، عن فريق التجمع الوطني للأحرار، قد نبّه في سؤال كتابي لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، إلى أزمة المقابر التي تعيشها مدينة فاس، بسبب حالة الاكتظاظ التي تفاقمت في الآونة الأخيرة.
و أكد العجلي أن العديد من الأسر تواجه صعوبات في إيجاد أماكن لدفن موتاها، مما يضطر البعض إلى البحث بين مقابر المدينة لساعات، أو دفن الجثامين في ممرات المقابر الضيقة، كما شدد على أن هذا الوضع بات يتطلب تدخلاً عاجلاً، عبر توفير وعاء عقاري جديد لتوسيع المقابر وإحداث أخرى جديدة، مع تحسين ظروف العناية بها من حيث النظافة والتنظيم.
و تساءل البرلماني عن الإجراءات التي ستتخذها وزارة الداخلية لمعالجة هذه الإشكالية، في ظل استمرار معاناة المواطنين وغياب حلول ملموسة على أرض الواقع.
و تعكس هذه الأزمة معاناة العديد من الأسر الفاسية، التي تجد نفسها أمام تحديات كبيرة عند فقدان أحد أفرادها، حيث تضطر إلى البحث لساعات أو حتى أيام عن مكان مناسب للدفن، كما أن ارتفاع أسعار القبور يزيد من تعقيد الوضع، مما يثقل كاهل الأسر، خاصة ذات الدخل المحدود.
و يطالب المواطنون بتدخل عاجل من الجهات المختصة لإيجاد حلول مستدامة، سواء عبر تخصيص مساحات جديدة للمقابر أو تحسين تدبير الفضاءات الحالية، لضمان كرامة الموتى وتخفيف العبء عن ذويهم.
المصدر : فاس نيوز ميديا