شارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بتعليمات من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدورة غير العادية لجامعة الدول العربية التي عُقدت لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية.
و تميزت هذه الدورة بتوقيت دقيق وصعب، حيث تم التركيز على الوضع في غزة عقب الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ حوالي سنة ونصف، والتي خلفت دمارًا هائلًا وأعدادًا كبيرة من الضحايا، كما تم تناول إعلان وقف إطلاق النار الهش، الذي يواجه تحديات كبيرة، بالإضافة إلى العديد من المبادرات والأفكار التي قد تؤثر على مستقبل غزة والمنطقة بشكل عام.
وفي تصريح صحفي له، أوضح بوريطة أن الموقف المغربي تجاه القضية الفلسطينية ثابت وواضح، إذ وضعها الملك محمد السادس في مرتبة القضية الوطنية، كما أشار إلى أن المغرب يدعم بشكل دائم كل المبادرات التي قد تسهم في تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.
أبرز محددات الموقف المغربي
و حدد بوريطة أربعة مبادئ رئيسية تشكل الموقف المغربي تجاه تطورات القضية الفلسطينية :
- غزة جزء من التراب الفلسطيني: شدد بوريطة على أن غزة، مثلها مثل الضفة الغربية، هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وبالتالي فإن حق تقرير مستقبلها يعود حصريًا للشعب الفلسطيني.
- السلطة الفلسطينية هي صاحبة المبادرة: أشار بوريطة إلى أن الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية هما الوحيدين الذين يحق لهم تحديد مستقبل غزة وكيفية التعامل مع الوضع الراهن.
- تثبيت وقف إطلاق النار: قبل الوصول إلى مرحلة إعادة الإعمار، يجب أولاً تثبيت وقف إطلاق النار، تقديم المساعدات الإنسانية، والتأكد من تنفيذ الاتفاقات المبدئية التي تم التوصل إليها بشأن وقف العدوان.
- إعادة الإعمار تتطلب رؤية سياسية: أكد بوريطة أن عملية إعادة بناء غزة لا تقتصر فقط على الجوانب التقنية والمالية، بل تتطلب أيضًا تصورًا سياسيًا ورؤية متكاملة تشمل الانخراط الفاعل لجميع الأطراف الإقليمية والفلسطينية.
القدس والضفة الغربية في الموقف المغربي
في سياق متصل، أكد بوريطة أنه لا يمكن للمغرب أن يغفل عن الوضع في الضفة الغربية ومدينة القدس، وأوضح أن موقف جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، يركز على الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس، وضمان استمرارها كمكان للتعايش، كما أكد على دعم صمود المقدسيين في هذه الظروف الصعبة، مشيرًا إلى أن البيان الصادر عن القمة العربية “إعلان القاهرة” يعكس دعمًا قويًا للجنة القدس ودورها المحوري في هذا الصدد.
خطة إعادة البناء
و كشف بوريطة أن القمة العربية تبنت خطة لإعادة بناء غزة، وأن العمل على تنفيذها سيبدأ قريبًا، وأشار إلى أهمية توفير الدعم لهذه الخطة على المستوى الدولي، مع التأكيد على ضرورة إيجاد إطار سياسي متكامل يواكب عملية إعادة البناء، ويشمل تحديد الميزانية والآجال الزمنية لتنفيذها، كما شدد على ضرورة تجاوز العراقيل المتواجدة وتوحيد الصف الفلسطيني، مع تبني رؤية سياسية تفضي إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من خلال هذا الموقف، يظهر المغرب التزامه الثابت بقضية فلسطين، ويؤكد دعمه المستمر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إطار خطة شاملة تعزز السلام والاستقرار في المنطقة.
المصدر : فاس نيوز ميديا