العقيد أيد إنقلاب الصخيرات واختطف قفاز شرطي جزائري ليصافح الحسن الثاني
كشف الكاتب الجزائري محي الدين عميمور، أن القذافي هو من ورط الجزائر في قضية البوليساريو، على اعتبار أنه كان أول من دعمها بالسلاح والمال. وجاء في كتاب للكاتب الذي كان يعتبر بمثابة الكاتب الخاص للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين إننا "جميعا مسؤولون بشكل أو بآخر عن صناعة القذافي" الذي بدأ مساره وهو يحاول أن يأخذ مكان جمال عبد الناصر كزعيم قومي، لكنه كان في كل مرة يصطدم بصرامة الرئيس الراحل هواري بومدين الذي كان يضع القذافي حيث يجب أن يوضع مثل سعى القذافي إلى تبني انقلاب قصر الصخيرات ضد ملك المغرب، لكن بومدين وقف بحزم يومها قائلا "إن استقرار المغرب هو من استقرار الجزائر".
ومما جاء في الكتاب الذي يحمل عنوان "نحن والعقيد… صعود وسقوط القذافي" أن القذافي استقوى في عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد الذي كان يومها منشغلا بتثبيت أركان حكمه، حيث كان يتمادى في تخطي الأعراف البروتوكولية التي تفرضها الأدبيات السياسية بين الدول، من بينها موقف العقيد الليبي في إحدى القمم، عندما قام باختطاف قفاز شرطي في فندق الأوراسي لمصافحة الملك الحسن الثاني احتجاجا على ما ادعاه من علاقات مع إسرائيل. رغم أن العقيد دعا أبناء الشتات اليهودي لزيارة ليبيا واعتبرهم وفق صحيفة "جيروزاليم بوست" مكونا أساسيا من الشعب الليبي، وطلب منهم المشاركة في مستقبل ليبيا.
الكتاب قراءة متأنية في مسار القذافي، حيث نكتشف عبر صفحات الكتاب أن القذافي لم يكن هاويا سياسيا ولا معتوها، لكنه كان شريرا وديكتاتورا حقودا، سعى على امتداد 42 سنة إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في العديد من الدول العربية والإفريقية، فهو الذي دعم الحركات الانفصالية في تشاد ومول الفصائل الفلسطينية ضد بعضها واستعمل أيضا الكتائب المتناحرة في لبنان. وخلال فترة العنف التي عاشتها الجزائر في تسعينات القرن الماضي وجد العقيد الليبي نفسه ممزقا بين أمرين، الشماتة في الجزائريين والخوف من انتقال النار إليه، وكان يأمل في استمالة "الجبهة الوطنية للإنقاذ"، ولهذا أعلن عن الصلاة بهم، حدث هذا في 1993، حيث أكد القدافي استعداده للوساطة بين قادة الجماعات المسلحة وبين السلطة في الجزائر، حيث قال أنه أمّهم في الصلاة، وهذا ما أثار خفيضة قادة الجزائر الذين كان ذكر اسم الحزب المحظور كافيا لخلق التوتر حتى أن رئيس الدولة يومها علي كافي رفض الإجابة على اتصالات عقيد ليبيا.
هبة بريس