كشف رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الدكتور محمود جبريل عن مخطط للعقيد الليبي الهارب معمر القذافي للعودة إلى السلطة مستغلا الخلافات المحتدمة بين الثوار, وتزامن ذلك مع تحذيرات بريطانية لمن يؤوي رموز النظام السابق وقلق أميركي بسبب احتمال تهريب أسلحة من ليبيا إلى بلدان أخرى.
فقد حذر جبريل -في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها بعددها الصادر اليوم الثلاثاء- من أن "القذافي ما زال في ليبيا ويسعى لاستغلال الخلافات السياسية بين الثوار في محاولة لإثبات وجوده والعودة مجددا للسلطة التي فقدها بعد اجتياح الثوار معقله الحصين في ثكنة باب العزيزية في طرابلس نهاية الشهر قبل الماضي".
وأضاف "القذافي يعمل على عدة خيارات منها إشاعة عدم استقرار أي نظام جديد في ليبيا أو أن يعلن دولة منفصلة في الجنوب يسمونها أي اسم.. (الطوارق)، (الجنوب)، (أفريقيا العظمى)".
وتابع "العقيد الهارب (القذافي) لديه عقدة الانتقام ولا يقبل الهزيمة، ويمكن أن يقوم بأي شيء مستحيل لهدم أي نظام جديد في ليبيا".
وفي وصفه للوضع الداخلي في ليبيا، قال جبريل إن هناك حالة فراغ سياسي، محذرا من محاولة بعض القوى الأجنبية أن تملأ هذا الفراغ في ظل غياب القوى الوطنية.
وشدد جبريل على أنه لن يتراجع عن استقالته المعلنة من منصبه بعد استكمال تحرير مدينة سرت مسقط رأس العقيد الهارب وآخر المعاقل المؤيدة له، معتبرا أنه لم يعد هناك أي مجال للعودة عن هذه الاستقالة.
وأوضح أن استقالته تأتي على خلفية مخاوفه من تحول الخلافات السياسية بين الثوار، وكذا مخاوفه من حدوث صدام مسلح بين الثوار بسبب رغبتهم في اقتسام السلطة بعد الانتصار على القذافي.
وفي موضوع ذي صلة, حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الدول المجاورة لليبيا أمس الاثنين من مغبة إيواء القذافي أو أفراد من حاشيته المتهمين من جانب المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب.
وقال هيغ الذي كان يتحدث خلال زيارة قام بها أمس إلى طرابلس "قمنا بجهود كبيرة لتذكير البلدان الأخرى بأفريقيا بمسؤولياتها في أن تعتقل وتسلم إلى ليبيا أو المحكمة الجنائية الدولية أيا من هؤلاء الاشخاص إذا دخلوا أراضيها".
قلق أميركي
وفي شان ليبي آخر, أعرب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن قلقه البالغ إزاء تقارير تحدثت عن انتقال محتمل لأسلحة قادمة من ليبيا إلى بلدان أخرى.
وقال في تصريحات صحفية "لقد أرسلنا مجموعة خبراء أسلحة أميركيين إلى هناك للوقوف على الوضع، ولم نحصل بعد على تقرير عن الموقف.. ولكني ما زلت قلقا إزاء التقارير المتعلقة بوجود هذه الأسلحة هناك".
جاء ذلك في رد للوزير على سؤال بشأن مجموعة خبراء الأسلحة الأميركيين الذين تم إرسالهم إلى ليبيا في مهمة لتعقب الصواريخ أو الأسلحة المفقودة في ليبيا.
وتزور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مالطا اليوم الثلاثاء لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء لورانس جونزي بشأن الوضع في ليبيا.
وكانت مالطا قامت بدور خلال الأزمة الليبية كنقطة لوجستية لإجلاء العمال وتقديم المعونات الإنسانية، ولعبت أيضا دورا في مراقبة الحركة الجوية فوق ليبيا.
يُذكر أن الثوار أكدوا تمكنهم من إحكام سيطرتهم على مدينة بني وليد, بعد حصار دام ستة أسابيع, غير أنهم لم يتمكنوا بعد من السيطرة على سرت بل إن أنصار القذافي صدوا الثوار في بعض الأماكن بالمدينة وأجبروهم على التراجع.
الجزيرة + وكالات