الداودي‮ ‬يتهم اللجن الإقليمية بالتلاعب في‮ ‬منح الطلبة الجامعيين

وجه لحسن الداودي‮ ‬وزير التعليم العالي‮ ‬والبحث العلمي‮ ‬مرة أخرى وليست الأخيرة الاتهام إلى اللجن الاقليمية وحملها مسؤولية حرمان شريحة كبيرة من الطلبة الجامعيين من‮ ‬المنح‮.‬
‮ ‬ففي‮ ‬أكثر من لقاء ومناسبة تمثل آخرها في‮ ‬جلسة الأسئلة الشفوية ليوم الاثنين الماضي‮ ‬حمل الداودي‮ ‬معاناة الطلبة الجامعيين المحرومين من المنح إلى اللجن الاقليمية التي‮ ‬لم تكن منصفة في‮ ‬توزيع المنح وإعطائها للذين‮ ‬يستحقونها،‮ ‬وبالتالي‮ ‬حصل عليها أبناء الأغنياء وحرم منها الأيتام وأبناء الفقراء،‮ ‬مضيفا أن هناك من حصل‮ ‬على المنحة ووالده رئيس جماعة ويعد من الأغنياء،‮ ‬وهناك من حصل عليها ووالده‮ ‬يتقاضى‮ ‬100‮ ‬ألف درهم،‮ ‬هذا في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬لم تقدم لجن إقليمية عديدة لوائحها‮ ‬إلى وزارة التعليم العالي‮.‬
‮ ‬وبناء على هذا الواقع تلقت الوزارة عددا من الشكايات أوضح بشأنها لحسن الداودي‮ ‬أن الوزارة‮ ‬ليست المسؤولة ولا دخل لها في‮ ‬توزيع المنح،‮ ‬لكنه وجه النداء مرة أخرى إلى البرلمانيين كي‮ ‬يتحروا حقيقة اللوائح كل في‮ ‬إقليمه،‮ ‬هذا مع ضرورة وجود البرلمانيين في‮ ‬اللجن للوقوف على شفافية العملية أو اختلالاتها،‮ ‬وأكد بالموازاة ضرورة ابتعاد ذوي‮ ‬النفوذ السياسي‮ ‬عن التدخل في‮ ‬الأحياء الجامعية والتوسط لبعض الأطراف،‮ ‬مضيفا أن نشر لوائح المستفيدين من المنح ومن الإقامة في‮ ‬الأحياء الجامعية هو السبيل لافتضاح أمر‮ ‬غير المستحقين‮.‬
وبخصوص تقييم البرنامج الاستعجالي‮ ‬الذي‮ ‬بقيت في‮ ‬عمره أسابيع معدودة أشار وزير التعليم العالي‮ ‬إلى ضرورة إحداث وكالة لإجراء تقييم موضوعي‮ ‬للبرنامج،‮ ‬وسيعرض مشروع قانون محدث لها للتدقيق في‮ ‬نتائج البرنامج‮.‬
وكان وزير التعليم خلال مناقشة الميزانية القطاعية في‮ ‬لجنة التعليم والاتصال والثقافة قد وصف واقع التعليم العالي‮ ‬بالحمل الثقيل والجسم النحيل ووضع الإشكالية الحقيقية في‮ ‬غياب الجودة في‮ ‬الجامعة وليس في‮ ‬الخصاص في‮ ‬الموارد مالية كانت أو بشرية على اعتبار أن الحكامة في‮ ‬استثمار الموارد رغم محدوديتها‮ ‬يمكن أن تثمر نتائج كبيرة ومن ذلك توجيه البحث العلمي‮ ‬وتوخي‮ ‬الجودة فيه واستجابته للحاجيات الاقتصادية،‮ ‬كما نبه في‮ ‬السياق ذاته إلى إلحاحية إحداث مجلة علمية وطنية أو مجلات تستوعب نتائج البحوث،‮ ‬وتنهي‮ ‬بذلك المعاناة لنشر الأبحاث في‮ ‬مجلات دولية أو حالات دفع المال لنشرها في‮ ‬بعض المجلات بالمغرب،‮ ‬مسجلا أن المغرب تراجع على مستوى النشر في‮ ‬إفريقيا إلى الرتبة السادسة بعدما كان ثالثا في‮ ‬السابق‮. ‬وذكر في‮ ‬هذا السياق ضرورة إنهاء العمل بالترقية في‮ ‬الجامعة طبقا‮ ‬
للأقدمية وبدء العمل بالترقي‮ ‬وفق المجهود الأكاديمي‮ ‬وما‮ ‬يثمره من بحوث علمية،‮ ‬وقال إن نقاشا في‮ ‬الموضوع سيتم فتحه مع التمثيلية النقابية لأساتذة التعليم العالي‮.‬
إلى ذلك عاب وزير التعليم العالي‮ ‬التوقف عن بناء الأحياء الجامعية في‮ ‬سنة‮ ‬1995‮ ‬وهو ما أحدث اليوم الطلب الكبير والمتزايد على الإقامة الجامعية،‮ ‬وهو طلب من المستحيل الاستجابة له بشكل سريع على اعتبار المدة الزمنية التي‮ ‬يتطلبها بناء الأحياء الجامعية‮.‬
وفيما‮ ‬يخص بنيات الاستقبال بالتعليم العالي‮ ‬الجامعي،‮ ‬فقد عرفت الطاقة الاستيعابية لمؤسسات التعليم العالي‮ ‬الجامعي‮ ‬إضافة‮ ‬3578‮ ‬مقعد جديد بين‮ ‬2010‮ ‬و2012‮ ‬لتنتقل من‮ ‬351‮ ‬ألف و286‮ ‬إلى‮ ‬354‮ ‬ألف و864‮ ‬مقعد وبذلك تراجع المعدل الوطني‮ ‬لاستعمال الطاقة الاستيعابية ليصل‮ ‬123‮ ‬طالب لكل مائة مقعد بدل‮ ‬102‮ ‬طالب لكل مائة،‮ ‬ويسجل أكبر عدد للطلبة في‮ ‬العلوم والتقنيات بـ‮ ‬151‮ ‬ألف ثم العلوم الاقتصادية والقانونية بـ‮ ‬92‮ ‬ألف والآداب والعلوم الإنسانية بـ‮ ‬73‮ ‬ألف وأخيرا طلبة الكليات متعددة التخصصات بـ‮ ‬33‮ ‬ألف‮.‬