في تطور لافت على الساحة السياسية المغربية، قررت الأحزاب المعارضَة تأجيل تقديم ملتمس حجب الثقة عن حكومة عزيز أخنوش، الذي كان من المتوقع أن يُعرض على البرلمان في الأيام القليلة المقبلة.
و يأتي هذا التأجيل بعد إعلان أربعة أحزاب معارضة عن تأجيل الموعد بسبب التزامات برلمانية أخرى، وهو ما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الخطوة والآثار المحتملة على المشهد السياسي في البلاد.
حجب الثقة هو آلية دستورية تسمح للبرلمان بسحب الدعم عن الحكومة في حال فقدت الثقة من غالبية أعضائه. وتُعد هذه الأداة من أبرز وسائل الرقابة البرلمانية على أداء الحكومة، حيث يمكن استخدامها للتعبير عن عدم رضا البرلمان عن سياسات الحكومة أو فشلها في تنفيذ برنامجها.
ورغم أن عملية حجب الثقة تتطلب تأييد 79 نائبًا في البرلمان، وهي خطوة صعبة تتطلب تنسيقًا واسعًا بين الأحزاب المعارضَة، إلا أن هذه الآلية تعتبر وسيلة ضغط قوية على الحكومة في أي نظام برلماني.
و أكد العديد من المراقبين أن تأجيل تقديم ملتمس حجب الثقة يأتي في وقت حساس سياسيًا، حيث تتزايد الانتقادات للحكومة بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المستمرة، وقد برر المسؤولون عن التأجيل بأن هناك التزامات برلمانية أخرى تتطلب التركيز في هذه المرحلة، بينما أشار آخرون إلى أن الخطوة قد تكون جزءًا من تحرك سياسي مدروس من قبل المعارضة.
في هذا السياق، صرح السيد أشرف الطريبق، رئيس المركز المغربي للتفكير والتطوير، بأن مبادرة المعارضة كانت قد أُعدت منذ عدة أشهر، مشيرًا إلى أن التأجيل يعود إلى التزامات سياسية وبرلمانية أخرى. وأكد أن المعارضة لا تزال تجد نفسها في مواجهة تحديات اقتصادية كبيرة، وهو ما يفسر التوجه نحو حجب الثقة.
من جانب آخر، يرى الكاتب الصحفي عبد الهادي مزراري أن المعارضة لم تتمكن من ممارسة دورها بشكل فعّال في السنوات الماضية، ويعتبر أن هذه الخطوة قد تكون في جزء منها محاولة لإعادة تقديم نفسها كقوة سياسية في الانتخابات المقبلة، وأضاف مزراري أن المعارضة قد تواجه صعوبة في جمع التوقيعات اللازمة لتنفيذ طلب حجب الثقة، وهو ما يجعل من هذه الخطوة مجرد تحرك سياسي يهدف إلى الضغط على الحكومة دون أن يفضي إلى نتائج مباشرة.
يبقى السؤال الأهم: هل سيكون هذا التأجيل مجرد مرحلة تكتيكية أم أن المعارضة ستتمكن في وقت لاحق من تقديم ملتمس حجب الثقة بشكل فعلي؟ في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتزايد الاحتجاجات الشعبية، قد تشهد الساحة السياسية المغربية مرحلة جديدة من التحركات البرلمانية التي قد تؤثر بشكل كبير على شكل الحكومة المستقبلية.
المصدر : فاس نيوز ميديا
المصدر : فاس نيوز ميديا