تفاقمت عزلة دواوير ملاحة أولاد امكودو، الواقعة بإقليم صفرو، بفعل محدودية البنيات التحتية الطرقية، وفق ما أكدته مصادر محلية.
و أوضحت ذات المصادر أن المنطقة لا تخترقها سوى طريق غير معبدة أُنجزت خلال تمرير القناة الهيدروفلاحية القادمة من سد إمداز نحو سهل فاس سايس، إلى جانب طريق معبدة تربط دوار تاغروت بدوار قلعة سعيد، ما ساهم جزئياً في تحسين الولوج إلى بعض الدواوير دون إنهاء حالة العزلة التامة.
و دفع غياب شروط التنمية الأساسية عدداً كبيراً من سكان المنطقة إلى الهجرة نحو مركز الجماعة ومدينة المنزل أو إلى مدن أخرى، بحسب ما سجلته فعاليات محلية، مشيرة إلى أن موجات الهجرة تصاعدت خلال السنوات الأخيرة بسبب تدهور الخدمات العمومية وغياب فرص التشغيل والبنيات التحتية الكفيلة بتثبيت الساكنة.
و تواصل معاناة التلاميذ والتلميذات من صعوبة متابعة دراستهم الإعدادية والثانوية، حيث يتابعون تعليمهم بمركز بودرهم، ويستفيد بعضهم من القسم الداخلي بالمدرسة الجماعاتية، حسب إفادات آباء وأولياء أمور محليين، ويزيد غياب النقل المدرسي من صعوبة التنقل اليومي، خصوصاً بالنسبة للفتيات، مما يعرض عدداً منهن لخطر الانقطاع عن الدراسة.
و تراجعت الأنشطة الفلاحية التي تشكل مصدر العيش الرئيسي لساكنة المنطقة، بسبب توالي سنوات الجفاف وغياب برامج الدعم أو التأهيل الفلاحي، بحسب ما أكده فلاحون محليون، مشيرون إلى أن مرور وادي سبو من المنطقة، إلى جانب القناة الهيدروفلاحية، لم يُواكب بمشاريع سقوية مهيكلة، فيما تتسبب الفيضانات المتكررة في جرف مساحات مزروعة تعتمد على أساليب ري تقليدية.
و اندثرت أنشطة استخراج الملح التي كانت تميز المنطقة وتعد من أبرز مواردها الطبيعية، نتيجة توقف العمل بالملاحة بسبب المخاطر التي تهدد العاملين بها، وفق شهادات متطابقة من أبناء الدواوير، مشيرين متحدثون إلى أن توقف هذا النشاط التاريخي عمّق من هشاشة الوضع الاقتصادي المحلي.
و تنتظر ملاحة أولاد امكودو تدخلاً تنموياً شاملاً يشمل البنية الطرقية، والمؤسسات التعليمية، والخدمات الصحية، إلى جانب دعم الفلاحة المحلية، من أجل تحسين ظروف عيش السكان والحد من موجات الهجرة المتزايدة، حسب مطالب السكان التي نقلتها فعاليات مدنية بالمنطقة.
المصدر : فاس نيوز ميديا