خلّدت كرة القدم عبر عقود من الزمن أهدافًا استثنائية تجاوزت قيمتها الرياضية لتصبح مشاهد محفورة في الذاكرة الجماعية للجماهير حول العالم. وارتبطت هذه اللحظات بأسماء لاعبين صنعوا التاريخ، وبلحظات نادرة اجتمع فيها الإبداع والحسم في آنٍ واحد.
و سجّل دييغو مارادونا هدفًا يُوصف بأنه الأعظم في تاريخ المونديال خلال مباراة الأرجنتين وإنجلترا سنة 1986، حين انطلق من منتصف الملعب وراوغ خمسة لاعبين قبل أن يضع الكرة في الشباك. ودوّن في المباراة نفسها هدفًا آخر بيده، أثار جدلاً واسعًا وأصبح يعرف بـ”يد الله”، ليجمع بين العبقرية والخداع في مباراة واحدة.
و سطّر زين الدين زيدان لحظة خالدة في نهائي دوري أبطال أوروبا 2002، عندما استقبل كرة عرضية بتسديدة نصف طائرة بقدمه اليسرى، ليسكنها شباك باير ليفركوزن في واحد من أجمل أهداف النهائيات الأوروبية على الإطلاق، ويمنح ريال مدريد اللقب التاسع في تاريخه.
و أبهر خاميس رودريغيز العالم في مونديال 2014 بهدف عالمي في مرمى الأوروغواي، حين استدار وسدد من خارج منطقة الجزاء كرة هزّت شباك الخصم وقلوب المتابعين. وحصد الهدف جائزة بوشكاش لأفضل هدف في العام، ومهّد الطريق لوصول كولومبيا إلى ربع النهائي لأول مرة.
و قدّم روبيرتو باجيو لحظة فنية نادرة خلال كأس العالم 1990 حين راوغ الدفاع التشيكوسلوفاكي بسرعة وخفة، قبل أن يضع الكرة في المرمى، مؤكّدًا موهبته الاستثنائية. ورغم تألقه آنذاك، بقي اسمه أيضًا مرتبطًا بضياع ركلة الترجيح في نهائي 1994، في مفارقة مؤثرة.
و فاجأ سعيد العويران العالم بهدف فردي مذهل في مرمى بلجيكا خلال مونديال 1994، حين انطلق من منتصف الملعب وتجاوز أكثر من أربعة مدافعين قبل أن يسجل، مانحًا السعودية تأهلًا تاريخيًا، ورافعًا اسم الكرة العربية في المحفل العالمي.
و أعاد ليونيل ميسي إلى الأذهان نسخة عصرية من هدف مارادونا حين راوغ لاعبي خيتافي واحدًا تلو الآخر عام 2007، ووقّع هدفًا أدهش العالم بجماله وتعقيده. وأكّد عبره أن المهارة الأرجنتينية لا تزال تنبض بإبداع لا ينضب.
و نفّذ كريستيانو رونالدو ضربة مقصية خرافية في شباك يوفنتوس بدوري أبطال أوروبا سنة 2018، في لقطة صفق لها جمهور الفريق الخصم قبل أن يضم النجم البرتغالي إلى صفوفه. واعتُبر الهدف واحدًا من أروع ما سُجل في تاريخ المسابقة.
و جمعت هذه الأهداف بين المهارة والتكتيك والإبداع، لكنها قبل كل شيء رسّخت فكرة أن لحظة واحدة قادرة على تغيير مسار مباراة أو مسيرة لاعب أو حتى ذاكرة شعب. ونجحت في جعل كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، بل قصة تُروى، ومشاعر لا تُنسى.
المصدر : فاس نيوز ميديا