في افتتاح قمة “إفريقيا من أجل المحيط”، التي احتضنتها مدينة نيس الفرنسية يوم الإثنين، أبرز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدور الريادي للمغرب في تطوير الاقتصاد الأزرق وتعزيز حماية المحيطات على مستوى القارة الإفريقية.
القمة، التي ترأستها الأميرة للا حسناء ممثلةً للمملكة المغربية، ناقشت قضايا حيوية تتعلق بالتنمية المستدامة للمحيطات، والحكامة البيئية، والتعاون الإقليمي بين دول القارة.
و أعرب ماكرون عن تقديره لالتزام المغرب القوي في مجال حماية المحيطات ومكافحة التلوث، ولا سيما التلوث البلاستيكي، مؤكداً أن التجربة المغربية أصبحت مرجعاً على المستوى القاري. وأضاف: “المغرب يقدم نموذجاً يُحتذى به في إدارة الموارد البحرية، ورؤيته في هذا المجال تشكل خطوة هامة نحو تحقيق التوازن بين الاستغلال المستدام والحفاظ على البيئة.”
وأشاد الرئيس الفرنسي برسالة المغرب إلى المشاركين في القمة، والتي ألقتها الأميرة للا حسناء، واصفاً إياها بـ*”الرسالة ذات الرؤية الواضحة”* التي تبرز استراتيجية المملكة في إرساء حكامة مستدامة للمحيطات وتعزيز الاستفادة المتوازنة من الموارد البحرية الإفريقية.
كما سلط ماكرون الضوء على “المبادرة الأطلسية” التي أطلقها المغرب، والرامية إلى تمكين الدول غير الساحلية من الوصول إلى المحيطات، معتبراً إياها دليلاً على فهم المغرب العميق لأهمية تعزيز التكامل بين الدول الإفريقية. وأشار إلى أن هذا التوجه ينعكس في مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل ميناء طنجة المتوسط، المصنف اليوم بين أبرز موانئ البحر الأبيض المتوسط.
وفي السياق ذاته، توقف الرئيس الفرنسي عند مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يرتقب انطلاق أشغاله خلال العام المقبل، واصفاً إياه ب”الخطوة الاستراتيجية التي ستعزز قدرة إفريقيا على الاستفادة بشكل أفضل من ثروات محيطاتها.”
وشدد ماكرون على أن قمة “إفريقيا من أجل المحيط” لا تقتصر على كونها منتدى حوار تقليدي، بل تمثل تجسيداً للتعاون المتنامي بين المغرب وفرنسا في مجالات محورية مثل التنمية المستدامة وحماية البيئة.
وتُعنى القمة، التي جمعت مجموعة من قادة الدول والمسؤولين والخبراء، بتعزيز الحكامة البحرية المستدامة، واستكشاف حلول مبتكرة لتمويل مشاريع البنية التحتية البحرية القادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، إلى جانب العمل على تطوير شراكات فعالة بين الدول الساحلية وغير الساحلية في إفريقيا.
المصدر : فاس نيوز ميديا