أشهر الفضائح في تاريخ كرة القدم : لحظات سوداء في اللعبة

تاريخ كرة القدم مليء باللحظات المشرفة التي جعلت منها الرياضة الأكثر شعبية في العالم، ولكنها أيضًا شهدت العديد من الفضائح التي ألقت بظلالها على سُمعة اللعبة. بعض هذه الفضائح كانت نتيجة لقرارات تحكيمية مثيرة للجدل، بينما كانت أخرى بسبب تصرفات غير رياضية من اللاعبين أو المسؤولين، الأمر الذي ترك أثرًا عميقًا في الجماهير والمهتمين باللعبة.

من بين أشهر الفضائح التي هزت عالم كرة القدم، تأتي فضيحة “اليد الإلهية” التي ارتكبها الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا في كأس العالم 1986. في مباراة الأرجنتين ضد إنجلترا، سجل مارادونا هدفًا بيده، وهو ما اعتبره العديد من المتابعين خرقًا واضحًا للقوانين. ورغم احتجاجات لاعبي إنجلترا والجهاز الفني، إلا أن الحكم لم يرَ ما حدث وبالتالي احتسب الهدف، مما أثار جدلاً واسعًا وأدى إلى غضب الإنجليز.

فضيحة أخرى كبيرة كانت تتعلق برشوة المباريات. في عام 2006، تعرضت إيطاليا لفضيحة “كالتشوبولي”، وهي فضيحة تتعلق بالتلاعب بنتائج المباريات في الدوري الإيطالي. تم اكتشاف أن مجموعة من الأندية الكبرى مثل يوفنتوس، ميلان، وفيورنتينا، كانت قد تواطأت مع حكام لتحديد نتائج المباريات لمصلحتها. تم معاقبة هذه الأندية، حيث تم خصم نقاط من رصيد يوفنتوس وإقصائه من دوري الأبطال، كما تم خفض تصنيف ميلان وفيورنتينا. هذه الفضيحة أثرت بشكل كبير على سمعة الدوري الإيطالي وعلى نزاهة كرة القدم بشكل عام.

فضيحة أخرى كانت في كأس العالم 1978 التي أثيرت حول مباراة الأرجنتين ضد بيرو في نصف النهائي. شهدت المباراة فوز الأرجنتين بنتيجة 6-0، وهو ما أثار شكوكًا في أن المباراة كانت “مؤامرة” بين الفريقين لتأمين تأهل الأرجنتين للنهائي، لا سيما في ظل الشكوك حول تأثير النظام العسكري الذي كان يحكم الأرجنتين آنذاك على المباراة.

في نفس السياق، كانت فضيحة “الديربي الفضيحة” بين كولومبيا والأرجنتين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994 حديث الساعة. هذه المباراة كانت مشبوهة بسبب تقارير حول الرشوة وتلاعب بنتائج المباراة من قبل مسؤولين فاسدين، مما دفع الفيفا للتحقيق في هذه الواقعة.

أما في العصور الحديثة، فقد شهدت كرة القدم فضائح تتعلق بتعاطي المنشطات. واحدة من أبرز هذه الفضائح كانت في كأس العالم 1998 عندما ثبت أن لاعب منتخب الكاميرون، لوران بوكو، قد تعاطى المنشطات قبل إحدى المباريات، مما تسبب في استبعاده من البطولة.

كما لا يمكن تجاهل فضيحة “التحكيم المثير للجدل” في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 بين ريال مدريد وليفربول، حيث تعرض اللاعب المصري محمد صلاح للإصابة نتيجة تدخل عنيف من مدافع ريال مدريد سيرخيو راموس. الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا حول مدى عدالة التحكيم في هذا النهائي، خاصةً مع بعض القرارات التحكيمية التي اعتبرها الكثيرون غير منطقية.

تظل هذه الفضائح وغيرها من اللحظات السوداء في تاريخ كرة القدم دروسًا تُعلم الجميع أهمية النزاهة والعدالة في اللعبة. ورغم هذه الأحداث السلبية، تبقى كرة القدم أكثر من مجرد لعبة؛ فهي شغف وجماهير، ولكنها أيضًا تحتاج إلى التزام بالقيم والأخلاقيات لضمان استمراريتها في قلوب محبيها حول العالم.

المصدر : فاس نيوز ميديا