كل 11 سبتمبر مناسبة فرح وبهجة لبشار الأسد منذ ولد ذلك اليوم في 1965 بدمشق، لذلك هو عيد ميلاده الذي يطفئ فيه شموع السنين المغروزة في قالب حلوى يحيط به معه مهنئون بيوم هو لأميركا في الجانب الآخر من العالم ذكرى آلاف قضوا بتفجيرات واشنطن ونيويورك.
في يوم 11 سبتمبر المقبل بعد أقل من أسبوعين، تجد “العربية.نت” علاقة ما لهذا التاريخ بمصير الأسد ونظامه، هي بالصدفة لكنها مثيرة للفضول، لأنها وجدتها أيضاً في سابقيه من أعداء للولايات المتحدة ولدوا أو حكموا في تاريخ سقطت فيه بالذات فيما بعد أنظمتهم، وبتدخل مباشر من الجيش الأميركي.
الصدفة مثيرة لقلق الأسد المحاصر منذ أيام بالأسطول السادس، فلأول مرة سيأتيه 11 سبتمبر من دون أن يطفئ الشموع ويسمع التهاني والتمنيات مرفقة بهدايا وأسهم نارية ومفرقعات، لأن “هدية” لم تكن على البال مقبلة إليه من الأميركيين في الشهر الذي ولد فيه، بحسب ما يتوقعون، ومعها تضج أذناه بدويّ يأتيه على متون الصواريخ والقذائف من الجو والبحر القريب، بدل الأهازيج ومفرقعات الفرح.
الأميركيون فعلوا الشيء نفسه في 2003 بصدام حسين حين غزوا العراق واحتلوا معظمه بحوالي 3 أسابيع، ففي 9 أبريل/نيسان من ذلك العام قبل 10 سنوات أسقطوا نظامه في شهر لم يكن برزنامة المواقيت مميز لصدام سواه، لأنه ولد في 28 أبريل 1937 بتكريت، وكان يحتفل دائماً بعيد ميلاده في أبريل، وفي أبريل حرمه الغزو الحاسم من الفرحة وحولها للعراقيين.
أدولف هتلر أيضاً كان للأميركيين هدفهم الأول في الحرب العالمية الثانية، وحين راجعت “العربية.نت” تاريخ ولادته وسقوطه، وجدت وقد أبصر النور في 20 أبريل/نيسان 1889، واعتاد الاحتفال بعيد ميلاده في ذلك الشهر من كل عام.
دفع الأميركيون كل قوة الولايات المتحدة ليساهموا باندحار النازية في الحرب ومحاصرة هتلر في مخبئه ببرلين مع السوفيات، وهناك يوم 30 أبريل 1945 انتحر “الفوهرر” بالنار بعد 10 أيام من عيد ميلاده تماماً، ومثله انتهى فيما بعد “فهارير” بالعشرات، إن لم يكن في الشهور التي ولدوا فيها، فبالتي استولوا فيها على الحكم، وكلها في خانة الصدفة المثيرة للفضول.