أدى أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، صلاة الجمعة بمسجد “الرضوان” بسلا.
وفي مستهل خطبته، أكد خطيب الجمعة، أن الدين الإسلامي الحنيف مقترن بالعلم، العلم بالقرآن الكريم وبحديث الرسول عليه أفضل السلام وأزكى التسليم، مشيرا إلى أنه إذا كان القرآن هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فإن الحديث النبوي الشريف، وبالرغم مما بذله السلف الصالح من الأئمة للتدقيق في جمعه وروايته، وضبط أسانيده والتحقق من متنه، قد تسرب إليه التحريف والتزوير، وذلك في غمار ما عاشه المسلمون من تقلبات وفتن واضطرابات مليئة بالأطماع والأغراض.
وأشار الخطيب إلى أنه بالرغم من الحديث النبوي الشريف، الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم “لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي يلج النار”، فإن طائفة من الناس تروج لأحاديث موضوعة باطلة بعيدة كل البعد عن المعقول والمنقول، مستغلة وسائل الاتصال الحديثة في بث سمومها ودعاويها المقيتة.
وذكر الخطيب، في هذا الصدد، أن بعض الأحاديث الموضوعة يدل متنها على بطلانها بقطع النظر عن سندها لأنها تخالف القرآن الكريم، في حين أن هناك أحاديث تدل على الجهل أو الحمق أو إرادة التنقيص من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واستعرض في هذا السياق سلسلة من الأحاديث الموضوعة التي تتناول الجزاء في الجنة من القصور والحور العين، أو التي تضمنت وصفات طبية، مشددا على أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم من أن ينسب إليه مثل هذا القول الذي يثير السخرية، ولاسيما في هذا الزمان.
وشدد الخطيب على أنه إذا كان أمر صحة الحديث الشريف يعود إلى معرفة قواعد العلم والتحلي بالتقوى والموضوعية، فإن الأمر في غاية الجدية والخطورة، لأنه يتعلق بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي بما بلغه ليكون روحا ومضمونا لهذا الدين.
واعتبر الخطيب، في هذا السياق، أنه سيكون من التفريط والاستهتار، وقلة تحمل المسؤولية أن يضرب بكل هذا الاحتياط المطلوب عرض الحائط، ويؤخذ الحديث الشريف من قارعة الانترنت دون الرجوع فيه إلى المصادر الصحيحة والعلماء الثقات.
وفي الختام، تضرع الخطيب إلى العلي القدير بأن ينصر أمير المومنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصرا عزيزا يعز به الإسلام، ويجمع به كلمة المسلمين، وأن يوفق جلالته في كل ما يقدم عليه من إصلاحات ومشاريع وخطط تروم إسعاد شعبه، وتحقيق مزيدا من النماء والرخاء والطمأنينة والهناء، وأن يقره عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد أسرته الملكية الشريفة.
كما ابتهل إلى البارئ جلت قدرته بأن يتغمد برحمته ومغفرته الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، وأن يطيب ثراهما ويكرم مثواهما.
و.م.ع
عن موقع : فاس نيوز ميديا