فاس نيوز – موقع الجهة الاخباري 24 ساعة موقع اخباري لجهة فاس مكناس منكم و اليكم ننقل الرأي و الرأي الآخر
تستعد جهة فاس-مكناس للمصادقة على اتفاقية شراكة تهدف إلى الحفاظ على الحرف والمهن التقليدية المهددة بالاندثار، وذلك بميزانية إجمالية تبلغ 3.6 مليون درهم، بالشراكة بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومجلس جهة فاس-مكناس، وولاية جهة فاس-مكناس، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وغرفة الصناعة التقليدية للجهة.
و يسعى المشروع، الذي يُعد جزءًا من المحور الاستراتيجي الثاني لبرنامج التنمية الجهوية 2027-2022، إلى حماية التراث الثقافي غير المادي المرتبط بالصناعة التقليدية، وتوثيق وتوصيف الحرف المهددة بالاندثار، ووضع برامج تكوينية لفائدة الشباب من أجل نقل المهارات والمعارف التقليدية إليهم.
و يتضمن المشروع، الذي يحمل اسم “برنامج الكنوز الحرفية المغربية”، عدة مراحل تشمل جرد وتوثيق عشر حرف مهددة بالانقراض، واختيار 100 متدرب لتعلم المهارات التقليدية من 10 حرفيين يُعتبرون كنوزًا حرفية مغربية. وسيتم تنظيم تكوين يستمر لمدة 10 أشهر، حيث سيحصل كل متدرب على منحة مالية شهرية قدرها 1000 درهم، بينما سيحصل الحرفيون المؤطرون على 7000 درهم شهريًا.
و رغم أن المشروع يحمل أهدافًا نبيلة تتعلق بالحفاظ على التراث وتوفير فرص الشغل، إلا أن نجاحه يبقى مرهونًا بتكريس الشفافية والحكامة الجيدة في جميع مراحل تنفيذه. حيث يشدد المتابعون على ضرورة وضع آليات صارمة لمتابعة سير المشروع وتقييم نتائجه، وضمان أن تُصرف الميزانية المخصصة بالشكل الأمثل لتحقيق الأهداف المعلنة.
و يُعتبر دور لجنة القيادة التي يرأسها والي جهة فاس-مكناس أساسيًا في هذا السياق، حيث تتولى اللجنة مسؤولية وضع التوجهات الاستراتيجية للمشروع، ومتابعة تقدمه، وتقديم الحلول للإكراهات التي قد تعترض تنفيذه. كما أن اللجنة التقنية الجهوية مطالبة برفع تقارير دورية توضح تفاصيل سير المشروع وتُقيّم مدى تحقيق الأهداف المرسومة.
و تثمن فاس نيوز أي خطوة نحو تعزيز الحكامة الرشيدة والشفافية في هذا المشروع، وتدعو إلى نشر التقارير الدورية للجنة القيادة بشكل علني، لتمكين الرأي العام من متابعة مدى التزام الجهات المعنية بتنفيذ بنود الاتفاقية بالشكل الصحيح.
و يبقى الأمل معقودًا على أن يشكل هذا المشروع نموذجًا يُحتذى به في إدارة المشاريع التنموية بالجهة، وأن يسهم في الحفاظ على الموروث الثقافي الحرفي وتعزيز فرص التشغيل للشباب، دون أن يتحول إلى مجرد عنوان جميل يُضاف إلى قائمة المشاريع التي لم تحقق المردودية المأمولة.
المصدر : فاس نيوز ميديا
