رمضان مبارك سعيد من قلب جامع الأندلس بفاس

جامع الأندلس، المعروف أيضًا بجامع الأندلسيين، يُعدّ من أعرق المساجد في مدينة فاس المغربية. تأسس هذا الصرح الديني عام 859 ميلاديًا (245 هجريًا) على يد السيدة مريم الفهرية، شقيقة فاطمة الفهرية التي أسست جامع القرويين في نفس الفترة.

يقع الجامع في حي باب الفتوح بعدوة الأندلس، وقد أُطلق عليه هذا الاسم نسبةً إلى سكان الأندلس الذين استقروا في تلك المنطقة وساهموا في بنائه. تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 3380 مترًا مربعًا، مع فناء مساحته 370 مترًا مربعًا، ويتسع لما يقارب 4000 مصلٍ.

يتميز جامع الأندلس بتصميم معماري فريد يعكس براعة الحرفيين المغاربة عبر العصور. تتكون قاعة الصلاة من سبعة بلاطات موازية لجدار القبلة، ويعلوها سقف خشبي مصنوع من شجر الأرز، محمول على 124 سارية مختلفة الأشكال والأحجام، بعضها مكسو بالرخام. تتخلل السقف قباب خشبية مزخرفة بأشكال متنوعة، وتُكسى معظم حيطان الجامع وأرضيته بالزليج والخشب.

شهد الجامع عبر تاريخه عدة توسعات وترميمات. في القرن الثالث عشر، أضاف المرينيون نافورة في الفناء ومكتبة. وخلال حكم العلويين، أمر السلطان مولاي إسماعيل بتجديده. في عام 1356 هـ، جُدد بناء المسجد في عهد الملك محمد الخامس، وأُلحِق بجامعة القرويين، مما عزز دوره كمركز ديني وعلمي.

يُعتبر جامع الأندلس شاهدًا حيًا على التاريخ الإسلامي في المغرب، ويعكس التراث المعماري الأصيل للمملكة. يزداد بهاء المسجد خلال شهر رمضان المبارك، حيث يتوافد إليه المصلون من مختلف المناطق لأداء الصلوات والاعتكاف، مستمتعين بالأجواء الروحانية التي تسود هذا الصرح التاريخي.

عن موقع: فاس نيوز