بنكيران يكشف الماضي و الحاضر:أنا اللي قلت لسيدنا يعين أخنوش..ودابا تفتحات ليه الشهية وبغا ياكل كولشي

في لقاء نظمته المدرسة العليا الخاصة بالرباط HEM، مساء أمس، خرج عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بتصريحات قوية أثارت الجدل حول علاقته السابقة بعزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي. وأكد بنكيران أنه هو من اقترح أخنوش لتولي وزارة الفلاحة خلال حكومته الأولى، بناءً على قناعته بقدراته وكفاءته، لكنه اليوم يرى أن شهيته للسلطة والهيمنة الاقتصادية “توسعت بشكل غير مسبوق”.

كشف بنكيران أن أخنوش لم يكن متحمسًا في البداية للدخول ضمن تشكيلته الحكومية الأولى، وأن الملك محمد السادس هو من استفسره عن إمكانية تعيينه وزيرًا للفلاحة، ليجيبه بنكيران بأنه شخص مناسب لهذا المنصب. وأضاف: “أنا اللي اقترحتو على سيدنا، وهو اللي ما بغاش فالأول، ولكن ملي نادى عليه جلالة الملك عاد قبل ورجع كيجري”.

وأوضح بنكيران أن أخنوش، خلال فترته الأولى كوزير للفلاحة، كان يحظى بسمعة جيدة وكان يُنظر إليه كشخص كفؤ، إلا أن الأمور تغيرت بعد توليه رئاسة الحكومة، حيث أصبح يسعى إلى توسيع نفوذه بشكل لافت، على حد تعبيره.

وجّه بنكيران انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة الحالي، مشيرًا إلى أنه منذ توليه هذا المنصب، بات يركز على التحكم في مفاصل الاقتصاد الوطني، مستشهدًا بدخوله في صفقات ضخمة تتعلق بالمحروقات، من بينها صفقة لشراء الفيول بقيمة 244 مليار سنتيم، متسائلًا عن مدى تعارض ذلك مع مبدأ المنافسة العادلة.

كما أشار إلى أن “رغبة أخنوش في السيطرة على السوق ليست وليدة اليوم، بل ظهرت منذ أن كان وزيرًا للفلاحة”، حيث رفض حينها أي رقابة على وزارته، وفق تعبير بنكيران، وحرص على تسيير بعض الملفات الحساسة بطريقة أثارت الجدل، خاصة فيما يتعلق بصندوق تنمية العالم القروي الذي كان محط انتقادات واسعة.

تحدث بنكيران أيضًا عن التوترات التي شابت علاقته بأخنوش، خاصة بعد أن أصبح رئيسًا للحكومة، معتبرًا أن الأخير “فتح شهيته بشكل مفرط”، مضيفًا: “هاد السيد ملي ولا رئيس حكومة تفتحات ليه الشهية وبغا ياكل كولشي”.

وأكد أن ما يحدث اليوم من تضارب مصالح في بعض القطاعات، مثل المحروقات والصفقات العمومية، يعكس توجهًا مقلقًا، حيث تساءل عن مدى احترام أخنوش لقواعد المنافسة والشفافية، في ظل تركيز النفوذ الاقتصادي في يد فاعل سياسي يشغل منصبًا حكوميًا.

وختم بنكيران حديثه بتوجيه رسائل غير مباشرة إلى رئيس الحكومة، داعيًا إلى ضرورة الحفاظ على التوازن السياسي والاقتصادي، ومشيرًا إلى أن “السياسة ليست فقط تحقيق المصالح الشخصية، بل مسؤولية وأمانة تجاه الشعب”، وفق تعبيره.

المصدر : فاس نيوز