شواكر لافريك/ الجزائر تأمر بسحب الأسلحة الإيرانية من مخيمات البوليساريو تفادياً لفضيحة دولية

في ظل التصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل، كشفت مصادر مطلعة أن القيادة العليا للجيش الجزائري، برئاسة الجنرال سعيد شنقريحة، أصدرت أوامر عاجلة بسحب جميع الأسلحة والمعدات العسكرية الإيرانية التي كانت قد وصلت إلى ميليشيات جبهة البوليساريو في مخيمات تندوف.

ووفقاً لمنصة Sahel Intelligence ومصادر عسكرية جزائرية، تهدف هذه الخطوة إلى فصل جبهة البوليساريو عن المحور الإيراني، وتفادي تصنيفها كمنظمة إرهابية على المستوى الدولي، لا سيما في ظل التقارير الدولية التي تؤكد حصول البوليساريو على دعم عسكري إيراني مباشر يشمل طائرات مسيرة انتحارية وصواريخ متطورة من طراز Arash.

وتأتي هذه التحركات الجزائرية في وقت تواجه فيه طهران ضغوطاً غربية متزايدة بسبب تحركاتها العسكرية وشبكاتها من الميليشيات في المنطقة، ما دفع الجزائر إلى اتخاذ موقف براغماتي لتقليل الأضرار الدبلوماسية المحتملة، خاصة مع تصاعد الدعوات الأمريكية والأوروبية لتصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي.

وتشير تقارير غربية إلى أن التعاون العسكري بين إيران والبوليساريو تعزز بعد القطيعة الدبلوماسية بين المغرب وإيران عام 2018، حيث اتهمت الرباط حزب الله اللبناني بتدريب وتسليح عناصر البوليساريو عبر الأراضي الجزائرية، بدعم من السفارة الإيرانية في الجزائر. كما تطور هذا التعاون ليشمل برامج تدريب شبه عسكرية ونقل تكنولوجيا الطائرات المسيرة ضمن استراتيجية إيرانية لتوسيع نفوذها في شمال وغرب إفريقيا.

وفي إطار تنفيذ القرار، أمرت القيادة الجزائرية بإعادة انتشار العناصر الإيرانية المتواجدة في قواعد عسكرية سرية داخل الجزائر إلى مناطق أخرى أكثر هشاشة مثل مالي والنيجر والحدود مع ليبيا، لتجنب كشفها أمام المجتمع الدولي.

ويأتي هذا الانسحاب الجزائري “الناعم” من التعاون العسكري مع إيران والبوليساريو في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على الجزائر، التي تخشى أن يؤدي ارتباطها بهذا المحور إلى عزلة دبلوماسية قد تضر بمصالحها الإقليمية والدولية.

كما كشفت تقارير أن البوليساريو تلقت صواريخ أرض-جو روسية الصنع من نوع SAM-9 وStrela عبر إيران، ما زاد من المخاوف الدولية حول تصاعد دعمها العسكري من قبل طهران.

وفي ظل هذه التطورات، تحاول الجزائر الحفاظ على هامش من المناورة في علاقاتها الدولية، وتفادي تحميلها مسؤولية دعم شبكات تسليح متهمة بدعم الإرهاب، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والأمريكية الأوروبية تجاه إيران وأذرعها في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة الجزائرية تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات أمنية وسياسية معقدة، وسط تحذيرات من احتمال تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، مما قد يغير بشكل جذري موازين القوى في ملف الصحراء الغربية.

عن موقع: فاس نيوز