كلف الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي اليوم أمين عام حزب النهضة الإسلامي حمادي الجبالي بتشكيل الحكومة.
ونقلت وكالة أنباء تونس الرسمية عن بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن السيد حمادي الجبالي "كلف بإجراء مشاورات لتشكيل الحكومة على أن ينتهي من ذلك وينهي نتيجة أعماله إلى رئيس الجمهورية في أجل أقصاه 21 يوما من تاريخ اليوم"، وستعرض الحكومة بعد ذلك على المجلس الوطني التأسيسي لنيل الثقة.
ويأتي تكليف الجبالي بمهمة تشكيل الحكومة التونسية انسجاما مع مقتضيات الفصل 16 من القانون المؤقت لتنظيم السلطات العامة -الذي صادق عليه المجلس التأسيسي السبت الماضي- وينص على أن "يكلف رئيس الجمهورية بعد إجراء ما يراه من مشاورات، مرشح الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي بتشكيل الحكومة".
ويعتبر حمادي الجبالي (62 عاما) الأمين العام لحزب النهضة من أبرز المعارضين لنظام الرئيس المخلوع زين عابدين بن علي حيث أمضى زهاء 15 عاما في السجون بتهمة "الانتماء لمنظمة غير شرعية والتآمر".
وكان حزب النهضة رشحه لتولي منصب رئاسة الحكومة بعيد انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي التي فاز فيها بـ89 مقعدا من مقاعد المجلس الوطني التأسيسي الـ217.
وأشارت بعض الأنباء إلى أن تشكيلة الحكومة "لا تزال موضع تشاور" بين الائتلاف الثلاثي الذي يشكل الأغلبية في المجلس والمكون من حزب النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية (29 مقعدا) وحزب التكتل من أجل العمل والحريات (20 مقعدا).
جمهورية ديمقراطية
يذكر أن الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي أكد -في كلمته عقب أدائه اليمين الدستورية أمام المجلس الوطني التأسيسي- أمس الثلاثاء أن المهمة الأساسية التي يجب أن يضطلع بها المجلس في هذه الفترة من تاريخ تونس هي "بناء جمهورية تعددية ديمقراطية ومجتمع متسامح".
وقال المرزوقي "قررت أن أكون رئيسا لكل التونسيين وأتفرغ لمسؤوليتي، لذلك استقلت من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية"، مشيرا إلى أن المهمة "التاريخية" للمجلس التأسيسي الآن هي "تجاوز كل ما فشل فيه المجلس السابق حتى لا تضطر تونس لثورة أخرى".
وعدد المرزوقي (66 عاما) مجموعة من التحديات وصفها بـ"الكبيرة بسبب حجم الخراب الذي خلفته الدكتاتورية" وعلى رأسها معالجة مشكل البطالة وتجاوز الصعوبات الاقتصادية.
وقال "نحن مطالبون بتحقيق أهداف الثورة وضمان الاستقرار وجلب الاستثمار دون السقوط في المديونية. نحن مطالبون بأن نحمي المنقبات والمحجبات والسافرات. نحن مطالبون بحفظ الأمن دون المس من الحرية".
وأكد المرزوقي أن السلطة الجديدة التي تولت مقاليد الحكم بتونس "لن تخضع لأي ابتزاز أو تهديد مهما كان مأتاه" مشيرا إلى أنه "على جميع الأطراف أن تتحمل مسؤوليتها ولن نسمح مجددا لأي أقلية بمصادرة حق التونسيين".
وأشار إلى أن "الأمة العربية تنظر إلى تونس كمختبر للثورات العربية وقد تترك إذا فشلت أسوأ انطباع".