خطر يهدد التلميذات في محيط المؤسسات التعليمية بجماعة عين الشقف وسط صمت الضحايا وتواطؤ الخوف

تحولت محيطات عدد من المؤسسات التعليمية بجماعة عين الشقف إلى بؤر قلق واستنفار غير معلن، بعدما تكررت إفادات من ساكنة محلية بشأن تحركات مريبة لعناصر منحرفة تستهدف التلميذات، وتتحرك بكل حرية في غياب تغطية أمنية كافية. مصدر محلي أكد لفاس نيوز أن إحدى التلميذات، المسجلة بالسنة الثانية باكالوريا، تعرضت لاعتداءات جنسية متكررة من طرف شخص يُوصف محليًا بـ”الوحش الآدمي”، وكان يترصدها في محيط إحدى المؤسسات التعليمية القروية التابعة للجماعة.

وبعدما تم التبليغ رسميًا عن الواقعة، تقول المعطيات إن الجاني تمكن من الفرار رفقة شقيقه، إلا أنهما عادا للظهور بين الفينة والأخرى بجوار المؤسسات التعليمية، مهددين التلميذات بأساليب تتراوح بين التخويف والترهيب والترغيب، وسط صمت مطبق من الضحايا، خوفًا من الانتقام أو الوصم الاجتماعي.

وقد باشرت عناصر الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي بعين الشقف تحقيقاتها، حيث تم وضع المشتبه فيه الرئيسي ضمن لائحة الأشخاص المبحوث عنهم على الصعيد الوطني، فيما لا يزال شقيقه يتحرك بحرية في المنطقة، مستمرًا في التربص بالتلميذات والتجوال بمحيط المدارس دون رادع.

هذا الوضع المقلق، الذي يهدد بشكل مباشر السلامة النفسية والجسدية للتلميذات، أثار استياء أولياء الأمور والفاعلين المحليين، الذين طالبوا عبر منابر متعددة بتكثيف التواجد الأمني، وتفعيل آليات الاستباق والحماية، خاصة في الفترات الصباحية الباكرة وفترة ما بعد الزوال، حيث تكون التلميذات أكثر عرضة للخطر.

وفي ظل هذا السياق المظلم، يبقى الصمت سيد الموقف، وتبقى محيطات مدارس جماعة عين الشقف في حاجة ماسة إلى يقظة جماعية حقيقية، وإلى تدخل صارم يضع حدًا للتهديدات المتكررة، ويعيد للمدرسة العمومية دورها الآمن والتربوي داخل المجتمع القروي.

المصدر : فاس نيوز ميديا