يواجه العديد من الموظفين تحديات في التعامل مع المديرين الصعبين، خاصة في بيئات العمل التي تتسم بتعدد الأنماط الثقافية والاجتماعية مثل تلك الموجودة في المغرب. قد يصعب على البعض التكيف مع أسلوب القيادة القاسي أو غير المتساهل، لكن مع فهم جيد للأمور وتبني استراتيجيات مهنية، يمكن بناء علاقة عمل ناجحة.
و أحد أهم مفاتيح التعامل مع المديرين الصعبين في المغرب هو الاحترام العميق للسلطة. في الثقافة المغربية، يُعتبر احترام التسلسل الهرمي والامتثال للقرارات جزءًا أساسيًا من الحياة المهنية. على الموظف أن يظهر ولاءه لقرارات المدير وتوجيهاته، حتى في حال كانت غير منطقية أو صعبة التنفيذ. هذا الاحترام يُعتبر حجر الزاوية في بناء علاقة مهنية سليمة وطويلة الأمد.
في هذا السياق، تعتبر مهارات التواصل الفعال أساسية. يجب على الموظف أن يكون قادرًا على الاستماع بعناية، وفهم التوجيهات بدقة، ثم الرد بشكل ملائم. من المهم التعبير عن الآراء والمقترحات بطريقة غير تصادمية، بحيث تكون لغة الحوار لائقة وتؤكد الاحترام المتبادل. فحتى لو كان المدير صعبًا، فإن أسلوب الحديث الهادئ والمهني يساعد في تقليل التوتر ويعزز من العلاقة بين الطرفين.
من جهة أخرى، يتعين على الموظف أن يكون مرنًا في مواجهة التحديات. المديرون الصعبون قد يكونون سريعو الغضب أو يتصفون بالكمالية العالية، مما قد يجعل التفاعل معهم في بعض الأحيان محبطًا. في هذه الحالة، يتحتم على الموظف الحفاظ على هدوئه وضبط النفس، والابتعاد عن أي نوع من التصعيد. كما يُفضل التواصل مع المدير في الأوقات المناسبة، خاصة عندما يكون الجو هادئًا، لضمان استيعاب أفكاره بشكل أفضل.
و تُعد المبادرة في تقديم الحلول العملية جزءًا آخر من بناء علاقة عمل قوية مع المديرين الصعبين. المدير الذي قد يُظهر صعوبة في التعامل مع فريقه، غالبًا ما يُقدّر الموظفين الذين يأتون بأفكار مبتكرة لحل المشاكل أو تحسين الأداء. تقديم مقترحات عملية، ومبادرة في حل المشكلات، يساعد على إظهار مهارات الموظف ويساهم في كسب احترام المدير.
وفي النهاية، يبقى الصبر أحد العوامل الأساسية في بناء علاقة ناجحة مع المدير الصعب. فالثقة لا تُبنى في يوم وليلة، بل تتطلب وقتًا وجهدًا مستمرًا. كلما تحلى الموظف بالصبر وقدم أداءً متميزًا، تزداد الفرص لتعزيز التعاون مع المدير، مما يعزز بيئة العمل ويؤدي إلى نتائج أفضل على المدى الطويل.
المصدر : فاس نيوز ميديا