في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها سوق الشغل في المغرب، أضحت مهارات التواصل من بين الكفاءات الأساسية التي يبحث عنها أرباب العمل، وتشير تقارير دولية إلى أن قدرة الأفراد على التعبير بوضوح، والاستماع الفعال، والتفاوض، والعمل ضمن فرق، تلعب دوراً محورياً في تعزيز فرص التوظيف، لاسيما لدى الشباب حديثي التخرج.
ووفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum) حول “مستقبل الوظائف 2023″، تُصنّف مهارات التواصل ضمن المهارات العشر الأولى المطلوبة في سوق العمل العالمي، إلى جانب التفكير النقدي والمرونة والقدرة على حل المشكلات. ويؤكد التقرير أن “المهارات الشخصية أو ما يُعرف بـ Soft Skills أصبحت ذات أهمية متزايدة تفوق في بعض الأحيان المؤهلات الأكاديمية.”
واقع سوق الشغل المغربي وتحديات التوظيف
في السياق المغربي، يعاني العديد من الشباب الباحثين عن عمل من فجوة بين التكوين الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل. ووفقًا لبيانات المندوبية السامية للتخطيط، فإن نسبة البطالة لدى الشباب ما بين 15 و24 سنة تبلغ حوالي 32%، وهي نسبة تُظهر الحاجة إلى تعزيز القدرات الذاتية، لا سيما المهارات التواصلية.
ويقول الخبير في التنمية البشرية والتدريب الوظيفي، عبد الرحيم الناصري، إن “المهارات التقنية لم تعد كافية وحدها لضمان الحصول على عمل، فالكثير من المشغلين يضعون مهارات التواصل في صدارة معايير التوظيف، خصوصاً في القطاعات الخدمية والتجارية.”
كيف تطوّر مهاراتك التواصلية؟
توصي منظمة العمل الدولية (ILO) بمجموعة من الخطوات العملية التي يمكن أن تساعد الشباب على تعزيز مهاراتهم في التواصل، ومنها:
- الالتحاق بدورات تدريبية في مهارات التواصل الشفوي والكتابي، والتي تقدمها العديد من المنصات الرقمية المجانية مثل Coursera وedX.
- المشاركة في الأنشطة الجمعوية أو المبادرات التطوعية، حيث توفر بيئة حقيقية لممارسة التواصل والعمل الجماعي.
- التدريب على إجراء مقابلات العمل من خلال محاكاة الأسئلة وتحسين لغة الجسد والنبرة الصوتية.
- تحسين اللغات الأجنبية، لا سيما الفرنسية والإنجليزية، إذ تُعدّ أدوات تواصل رئيسية في سوق الشغل المغربي والدولي.
المبادرات المغربية في هذا المجال
شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة انطلاق عدة برامج ومبادرات لدعم قابلية تشغيل الشباب، منها برنامج “انطلاقة”، و”فرصة”، ومبادرات من القطاع الخاص تُركّز على بناء المهارات الناعمة. كما أطلقت بعض الجامعات شراكات مع منظمات دولية لتقديم ورشات في التواصل، الخطابة، وتحليل الخطاب.
وفي هذا السياق، تقول مريم العلوي، مستشارة مهنية بإحدى الوكالات الوطنية للتشغيل، إن “الشباب الذين يُظهرون قدرة عالية على التواصل وإقناع أرباب العمل غالباً ما تكون حظوظهم أكبر في اجتياز المقابلات الشخصية بنجاح.”
المصدر : فاس نيوز ميديا